بازگشت

الامام زين العابدين معركة في قصر يزيد


نقل عن الأوزاعي في مناقب ابن شهر اشوب قوله: (لما أتي بعلي بن الحسين عليه السلام و رأس أبيه الي يزيد بالشام، قال لخطيب بليغ: خذ بيد هذا الغلام، فأت به المنبر و أخبر الناس بسوء رأي أبيه و جسده و فراقهم الحق و بغيهم علينا، فلم يدع شيئا من المساوي ء الا ذكره فيهم..) [1] .

و روي عن صاحب المناقب... (ان يزيد أمر بمنبر و خطيب ليخبر الناس بمساوي ء الحسين و علي عليهم السلام و ما فعلا، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم أكثر الوقيعة في علي و الحسين و أطنب في تقريظ معاوية و يزيد.. فذكرهما


بكل جميل، فصاح به علي بن الحسين: و يلك أيها الخاطب، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار.. ثم قال علي بن الحسين: يا يزيد ائذن لي حتي أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا، و لهؤلاء الجلساء فيهن أجر و ثواب، فأبي يزيد عليه ذلك، فقال الناس:... ائذن له فليصعد المنبر، فلعلنا نسمع منه شيئا...

فقال: انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان..

فقيل له: و ما قدر ما يحسن هذا؟

فقال: انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.

فلم يزالوا به حتي أذن له، فصعد المنبر فحمد الله و أثني عليه ثم خطب خطبة أبكي منها العيون، و أوجل منها القلوب، ثم قال: أيها الناس، أعطينا ستا، و فضلنا بسبع: أعطينا العلم و الحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين. و فضلنا بأن منا النبي المختار محمدا و منا الصديق و منا الطيار و منا أسد الله و أسد رسوله، و منا سبطا هذه الأمة، من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي..

أيها الناس: أنا ابن مكة و مني، أنا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء، أنا ابن خبر من ائتزر و ارتدي، أنا ابن خير من انتعل و اختفي، أنا ابن خير من طاف و سعي، أنا ابن خير من حج ولبي، أنا ابن من حمل علي البراق في الهوا، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي، أنا ابن من بلغ به جبرئيل الي سدرة المنتهي، أنا ابن من دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني، أنا ابن من صلي بملائكة السماء، أن ابن من أوحي اليه الجليل ما أوحي، أنا ابن محمد المصطفي، أنا ابن علي المرتضي، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتي قالوا: لا لله الا الله..

أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، و طعن برمحين، و هاجر الهجرتين، و بايع البيعتين، و قاتل ببدر و حنين،و لم يكفر بالله طرفة عين. أنا ابن صالح المؤمنين، و وارث النبيين، و قامع الملحدين، و يعسوب المسلمين، و نور المجاهدين، و زين العابدين، و تاج البكائين، و أصبر الصابرين، و أفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين. أنا ابن المؤيد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن


المحالي عن حرم المسلمين، و قاتل المارقين و الناكثين و القاسطين، و المجاهد أعداءه الناصبين، و أفخر من مشي من قريش أجمعين، و أول من أجاب و استجاب لله و لرسوله من المؤمنين، و أول السابقين، و قاصم المعتدين، و مبيد المشركين، و سهم من مرامي الله علي المنافقين، و لسان حكمة العابدين، و ناصر دين الله، و ولي أمر الله، و بستان حكمة الله، و عيبة علمه.

سمح، سخي، بهي، بهول، زكي، أبطحي، رضي، مقدام، همام، صابر، صوام، مهذب، قوام، قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب، أربطهم عنانا، و أثبتهم جنانا، و أمضاهم عزيمة، و أشدهم شكيمة، أسد باسل، يطحنهم في الحروب اذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة، طحن الرحا، و يذروهم فيها ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز، و كبش العراق، مكي مدني، خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، من العرب سيدها و من الوغي ليثها، وارث المشعرين و أبو السبطين: الحسن و الحسين، ذلك جري علي بن أبي طالب..

ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء.. فلم يزل يقول أنا أنا حتي ضج الناس بالبكاء و النحيب.. و خشي يزيد أن تكون فتنة. فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام. فلما قال: الله أكبر الله أكبر، قال علي: لا شي ء أكبر من الله. فلما قال: أشهد أن لا اله الا الله، قال علي بن الحسين: شهد بها شعري و بشري و لحمي و دمي. فلما قال المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله، التفت من فوق المنبر الي يزيد فقال: محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد؟ فان زعمت أنه جدك فقد كذبت و كفرت، و ان زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟...) [2] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار 174 / 75.

[2] بحارالأنوار 139 - 137 / 45.