بازگشت

بين الدفاع عن السلطان و مجالس الشرب


و قد أخبرنا زين العابدين عليه السلام عن المظاهر الاحتفالية التي رآها يزيد جديرة بتلك المناسبة.. قال: (لما أتي برأس الحسين عليه السلام الي يزيد، كان يتخذ مجالس الشرب، و يأتي برأس الحسين عليه السلام و يضعه بين يديه و يشرب عليه..) [1] ...

كان يزيد يحسب أنه - بذلك - ينال من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم شخصيا.. ذلك الرسول الذي نال من أسلافه فقتلهم.. و كانت قتلتهم علي يد أخيه خاصة، أب صاحب هذا الرأس المطروح بين يديه.

كانت معادلة غريبة غير مفهومة، أن يصبح آل البيت الأكثر جدارة بالرعاية و الاحترام و الحب، مستهدفين لكل ضروب الأذي و الشر و العدوان من قبل المسلمين أنفسهم... في أعقاب مقدم زين العابدين و النساء الي الشام، و بعد أن أمر يزيد بنصب رأس الحسين عليه السلام بدمشق أيام [2] ... (خرج زين العابدين عليه السلام يوما يمشي في أسواق دمشق، فاستقبله المنهال بن عمرو، فقال له: كيف أمسيت يابن رسول الله؟ قال: أمسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون أباءهم و يستحيون نساءهم. يا منهال أمست العرب تفتخر علي العجم بأن محمدا عربي، و أمست قريش تفتخر علي سائر العرب بأن محمدا منها، و أمسينا معشر أهل بيته و نحن مغصوبون مقتلون مشردون. انا لله و انا اليه راجعون مما أمسينا فيه..) [3] .



پاورقي

[1] سيرة الأئمة 153 / 3.

[2] المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.