بازگشت

ثارات أموية ليت أشياخي


و قد تمادي يزيد بعبثه الي أبعد من ذلك، فقد أنشد أبياتا تدل علي كرهه الشديد لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خروجه الواضح عن الاسلام مرددا ما قاله ابن الزبعري. أحد أعداء الاسلام القدامي و شعرائهم الحاقدين علي الاسلام و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم مضيفا اليها بعض الأبيات التي حسب أنها تنسجم مع المناسبة و مع ما أقدم عليه من فعل مشين بحق الاسلام و المسلمين.

قال في مجلسه الذي ضم حشدا كبيرا عن أتباعه و أشرافه و خدمه، متباهيا بفعلته:



(ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرع من وقع الأسل



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل) [1] .

و قد استمعنا لخطبة زينب في أعقاب ترديد يزيد لأبيات ابن الزبعري الجاهلي و ما أضافه اليها من أبيات تدل علي كرهه الكبير للاسلام و للرسول صلي الله عليه و آله و سلم... فقد نددت زينب به و جعلته يخجل من موقفه المتشفي الذي يكشف عن ضعفه و استجابته


الواضحة لعوامل الكراهية و الحقد التي حاول أسلافه اخفاءها فظهرت في بعض مواقفهم و فلتات ألسنتهم، كما رأينا من قبل.


پاورقي

[1] سيرة الأئمة 150 / 3 عن الحافظ ابن‏عساکر و ذکر أن يزيد قد زاد البيتين الأخيرين کما رواه سبط بن الجوزي عن الشعبي. الا أن ابن‏کثير هذه الأبيات الثلاثة بعد البيت الأول:



فأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا لي هنيئا لا تشل‏



حين حلت بفناء برکها

و استحر القتل في عبد الأسل‏



قد قتلنا الضعف من اشرافکم

و عدلنا ميل بدر فاعتدل‏



و يروي ابن‏کثير عن مجاهد قوله في يزيد: (نافق فيها و الله ثم و الله. ما بقي في جيشه أحد الا ترکه؛ أي ذمه و عابه). البداية و النهاية - ابن‏کثير 194 / 8.

و روي في ص 277 أنه قال ذلک في أعقاب واقعة الحرة التي استباح فيها المدينة، و نرجح أنه قد کرر ترديد الأبيات عقيب الواقعتين. و ربما کان مغرما بترديدها طوال المدة الواقعة بينهما يدل علي ذلک واقعه و حبه لأمثال هذا النوع من الشعر و منه هذه القصيدة التي قالها ابن‏الزبعري في أعقاب معرکة أحد.