بازگشت

عبدالله بن عفيف الأزدي تقتل الذرية الطاهرة و تزعم أنك علي دين الاسلام


و كان يحسب أنه يستطيع الاستمرار بشتائمه و بذاءاته لو لا أنه فوجي ء بعبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي، أحد بني والبة و هو من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام يثب اليه محتجا بقوة... (و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي، فلما كان يوم صفين ضرب علي رأسه ضربة، و أخري علي حاجبه، فذهبت عينه الأخري، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه الي الليل، ثم ينصرف...

فلما سمع مقالة ابن زياد، قال: يا بن مرجانة، ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و الذي و لاك و أبوه.. يا بن مرجانة أتقتلون أولاد النبيين، و تكلمون بكلام الصديقين) [1] .

كان موقفا أفقد ابن زياد صوابه، و أضاع عليه فرصة الاستمرار بالشتائم و الأكاذيب... و قد خاض ابن عفيف ملحمة أخري ضد جنود ابن زياد و أعوانه عندما أمر هذا بقتله، و قد تساءل: من عسي يكون.. فأجاب: (أنا المتكلم يا عدو الله. تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنهم الرجس، و تزعم أنك علي دين الاسلام...

و اغوثاه، أين أولاد المهاجرين و الأنصار، ينتقمون من طاغيتك اللعين بن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين.

فازداد غضب ابن زياد حتي انتفخت أوداجه و قال: علي به، فبادر اليه الجلاوزة


من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة، و أخرجوه من باب المسجد و انطلقوا به الي منزله...

فقال ابن زياد: اذهبوا الي هذا الأعمي، أعمي الأزد، أعمي الله قلبه كما أعمي عينيه، فائتوني به. فانطلقوا، فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا، و اجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم...

و بلغ ذلك الي ابن زياد فجمع قبائل مضر و ضمهم الي محمد بن الأشعث و أمرهم بقتال القوم، فاقتتلوا قتالا شديدا حتي قتل منه جماعة من العرب، و وصل أصحاب ابن زياد الي دار عبدالله بن عفيف، فكسروا الباب و اقتحموا عليه، فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر، فقال:لا عليك، ناوليني سيفي. فناولته اياه فجعل يذب عن نفسه و يقول:



أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن أم عامر



كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل، جدلته، مغادر



و جعلت ابنته تقول: يا أبت ليتني كنت رجلا أخاصهم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة، قاتلي العترة البررة.


پاورقي

[1] المصدر السابق.