بازگشت

مشاهد مروعة لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة


كان الموقف كله يمثل أمام ذاكرتهم التي لا يمكن أن تنساه بسهولة و وقت قصير، مشهد الحسين عليه السلام و هو يسقط من فرسه علي الأرض علي خده الأيمن بعد أن أثخن بالجراح، ثم دفاعه الباسل عن نفسه أمام العصبة التي تريد سفك دمه، و مشهد زينب و قد هالها حرص القوم علي قتله و جدهم في ذلك، و قولها: (ليت السماء تطابقت علي الأرض) [1] .. و قولها لابن سعد: (أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه...؟! [2] .. و مشهد ابن سعد و دموعه تسيل علي خديه و لحيته و قد صرف بوجهه عنها، بعد أن أدرك أن ثمن جريمته كان باهظا، و ان مني بملك الري الذي لم يتمتع به علي الاطلاق، و مشهد الحسين عليه السلام... (قبل أن يقتل، و هو يقاتل علي رجليه قتال الفارس الشجاع، يتقي الرمية و يفترض العورة، و يشد عل الخيل، و هو يقول: أعلي قتلي تحاثون، أما و الله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله أسخط عليكم لقتله مني. و أيم الله أني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.

أما و الله أن لو قد قتلتموني لقد ألقي الله بأسكم بينكم، و سفك دماءكم، ثم لا يرضي لكم حتي يضاعف لكم العذاب الأليم...) [3] .

و مشهد شمر و أصحابه و هم يجهزون عليه و قد (حمل عليه من كل جانب، فضربت كفه اليسري.. و ضرب علي عاتقه) [4] ثم انصرافهم عنه و هو ينوء و يكبو، و مشهد سنان بن أنس و هو يطعنه بالرمح و يوقعه علي الأرض و قد نزل اليه (فذبحه و احتز رأسه... و قد ضرب قبل ذلك بالسيوف) [5] ...

ثم مشهد سلبه و هو مقتل مقطوع الرأس و سلب عياله و أطفاله و حرق خيمهم، و مشهد قطع بقية الرؤوس في حمام الدم ذاك الذي أعد له ابن زياد و نفذه ابن سعد و شمر و أعوانهما.


پاورقي

[1] الطبري 335 - 334 / 3.

[2] الطبري 335 - 334 / 3.

[3] الطبري 335 - 334 / 3.

[4] الطبري 335 - 334 / 3.

[5] الطبري 335 - 334 / 3.