بازگشت

الشعور بالذنب و التنصل من المسؤولية لا و الله، ما أنا قتلته


كان الشعور بالذنب يراود العديدين ممن شاركوا بقتل الحسين و أصحابه، و أولئك الذين أحجموا عن الانضمام اليه و نصرته، و تكشف لنا محاورة بين أيوب بن مشرح الخيواني الذي عقر بالحر فرسه و بين أشياخ من أهل الكوفة، ما كان يعانيه أيوب من شعور بالذنب و الندم علي ما اقترفته يداه مع أنه - بزعمه - لم يفعل شيئا سوي أن عقر بالحر فرسه، و ربما كانت نقاشات و حوارات عديدة كالتي درات بينه و بينهم قد أخذت تدور في الكوفة و غيرها أثر واقعة الطف لتقويم الموقف و مراجعته، و لم يكن ما دار منها يسير لصالح الذين شاركوا بالجريمة... بل ان الموقف العام كان يبدو ضد أولئك القتلة، و كان يدينهم بشكل واضح.

حدث نمير بن وعلة (أن أيوب بن مشرح الخيواني كان يقول: أنا و الله عقرت بالحر بن يزيد فرسه، حشأته سهما، فما لبث أرعد الفرس و اضطرب و كبا، فوثب عنه الحر كأنه ليث و السيف في يده و هو يقول:



ان تعقروا بي فأنا ابن الحر

أشجع من ذي لبد هزبر



فما رأيت أحدا قط يفري فريه.

فقال له أشياخ من الحي: أنت قتلته.

قال: لا و الله ما أنا قتلته، ولكن قتله غيري، و ما أحب أني قتلته.

فقال له أبا الوداك: و لم؟

قال: انه كان، زعموا، من الصالحين... فوالله لئن كان ذلك اثما لأن ألقي الله باثم الجراحة و الموقف أحب الي من أن ألقاه باثم قتل أحد منهم..


فقال له أبوالوداك: ما أراك ستلقي الله الا بأثم قتلهم أجمعين. أرأيت لو أنك رميت ذا فعقرت ذا، و رميت آخر، و وقفت موقفا، و كررت عليهم، و حرضت أصحابك، و كثرت أصحابك، و حمل عليك فكرهت أن تفر، و فعل آخر من أصحابك كفعلك، و آخر و آخر، كان هذا و أصحابه يقتلون؟ أنتم شركاء كلكم في دمائهم.

فقال له: يا أبا الوداك انك لتقنطنا من رحمة الله، ان كنت ولي حسابنا يوم القيامة فلا غفر الله لك ان غفرت لنا.

قال: هو ما أقول لك..) [1] .


پاورقي

[1] الطبري 326 / 3.