بازگشت

رد الفعل المباشر - غضب جماهيري عام


و ينبغي أن نفهم أن ردود الفعل الفردية و العامة - التي سنكرس لها حيزا في هذا الفصل - لم تكن ردود الفعل الوحيدة التي ظهرت علي الساحة، فقد استعرض المؤرخون لنا منها القدر الذي رافق بعض الأحداث العامة المتعلقة بتلك الثورة و ما تبعها. فكتبهم التاريخية لم تكرس في الأساس للحديث عن كل ما كان يجري من أمور و أحداث بين أوساط عموم الناس، و انما كانت معنية بطبقة الملوك و الأمراء و الحكام و قد كتب معظمها في ظل دول و (خلفاء) لم يكونوا الي جانب الحسين و آل البيت عليهم السلام عموما، و حتي الشعارات المرحلية التي رفعها بعضهم لم تكن تشم منها


رائحة الولاء لهم و انما كانت شعارات كاذبة يستهدفون منها كسب الجماهير الموالية لخط الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و آل بيته الكرام.

كما أن المؤرخين لم يكونوا معنيين في ظل الظروف بتقصي كل الحالات الفردية التي برزت بعيد هذه الواقعة. غير أن ما كتبوه يكفينا لكي نعلم أن غضبة جماهيرية كادت أن تعصف بالعرش الأموي و تودي به الي الأبد، و قد بلغت من القوة درجة جعلت يزيد بغروره و لا مبالاته و طيشه، يخاف من آثارها و قد حاول تبرير أعماله و القاء تبعتها علي ابن زياد الذي حاول بدوره التنصل منها و تحميل يزيد المسؤولية كاملة، كما أن ابن سعد بدوره حاول التملص من المسؤولية، و قد راح الجميع يتبادلون حملة محمومة من الاتهامات في محاولات لتخليص أنفسهم و الظهور أمام بمظهر البري ء الذي لم يفعل شيئا.