بازگشت

النتائج المباشرة القريبة


و اذا ما أردنا استعراض نتائج الثورة علي المدي القريب، أي بعيد وقوعها، سنجد أن نتيجتها المباشرة كانت رد فعل غاضب عمت أقطار العالم الاسلامي، و لم يقتصر الأمر علي فئات كانت تعد بالأصل معادية للنظام الأموي، بل ان هذا الغضب بدا حتي داخل هذا البيت نفسه، و حتي من بعض أفراد الجيش الذي قام بالمذبحة، و هذا ما أقلق أركان النظام و جعلهم يخافون نتائج فعلتهم، و يستعدون لمواجهة أخطار


محتملة قد تعصف بعرشهم، و قد تصدوا بعد ذلك للثائرين عليهم بنفس العنف الذي تصدوا به للامام الحسين عليه السلام و حاولوا التنكيل بهم و اتباع أقسي الأساليب معهم و خصوصا في (واقعة الحرة) في المدينة المنورة حيث ألحقوا أذي كبيرا بأنصار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أباحوا المدينة بشكل وحشي لمدة ثلاثة أيام لجنودهم و مرتزقتهم، مما جعل الأمة تتيقن بعد ذلك من حقيقة ذلك النظام و عدم انتمائه للاسلام.

و اذا ما بدأنا باستعراض تاريخي، نجد أن استنكار تلك الفعلة الشنيعة بدأ منذ أن اتهجت زينب بخطابها الي ابن سعد بعد مقتل الحسين عليه السلام مباشرة. ثم استمر كعامل مهم في اسقاط الدولة الأموية بعد ذلك علي يد العباسيين الذين استغلوا مشاعر الغضب و الكراهية لدي الكثيرين من أبناء الأمة، و وظفوها لمصلحتهم لقيام دولة عباسية كانت شعاراتها في البداية علوية.

و مع أن الدولة العباسية قد علي انحراف مماثل للانحراف الأموي منذ البداية و كانت أموية في معظم توجهاتها و أعمالها، و لم تكن تلبي مطامح المسلمين الذين حسبوا أنهم قد استراحوا الي الأبد من النموذج الأموي البائد، الا أننا نستطيع القول ان وجودها كان نتيجة محتومة للخرق الأموي المعلن للاسلام و الخروج المتعمد عليه و الذي بدأ بشكل سافر قبيل وفاة معاوية و خلال حكم يزيد و استمروا بعد ذلك الي أن سقط الحكم و كانت نتيجة لغضب الأمة كلها علي ذلك النظام الذي كشف كل أوراقه أمامها، و لم يكن العباسيون لينجحون في توظيف ذلك الغضب لصالحهم لو لم يدعوا حرصهم علي اعادة الأمور الي نصابها و لو لم يتظاهروا بموالاة آل اليت و الرغبة بأخذ ثأرهم من أعدائهم و أعداء الاسلام.