بازگشت

النوار بنت مالك: استنكار للجريمة


و روت لنا النوار بنت مالك، التي وقفت موقفا مماثلا لموقف أم عبدالله ابنة الحر البدي زوج مالك بن النسير من زوجها، عندما حمل رأس الحسين عليه السلام منتظرا طلوع الفجر ليدخل به علي ابن زياد.

كان خولي بن يزيد و هو زوج النوار قد ورد الكوفة عند المساء فوجد باب القصر مغلقا، فأتي منزله فوضعه تحت اجانة في منزله، و له امرأتان: امرأة من بني أسد، والأخري هي النوار ابنة مالك بن عقرب.. وهي التي روت لنا ذلك، فقالت:


(أقبل خولي برأس الحسين، فوضعه تحت اجانة في الدار، ثم دخل البيت، فآوي الي فراشه، فقلت له: ما الخبر؟ ما عندك؟.

قال: جئتك بغني الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار فقلت: ويلك، جاء الناس بالذهب والفضة، و جئت برأس ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! لا والله لا يجمع رأسي و رأسك بيت أبدا.

فقمت من فراشي، فخرجت الي الدار، فدعا الأسدية، فأدخلها اليه، و جلست أنظر. فوالله، ما زلت انظر الي نور يسطع مثل العمود من السماء الي الاجانة، و رأيت طيرا أبيض ترفرف حولها) [1] .

كان خولي أيضا يحسب أنه سيبهر زوجته بما قام به، و كان يحسب أنها ستفرح و قد كان موشكا علي نيل المكاسب الكبيرة من ابن زياد.. غير أنه فقد زوجته كما أن ابن زياد لم يمنحه ما كان يتوقع من أموال طائلة.. و قد خاب مسعاه و خسرت تجارته.


پاورقي

[1] الطبري 336-335/3 والبحار 125/45.