بازگشت

امرأة من بكر بن وائل


يا لثارات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و امرأة الكندي و روي حميد بن مسلم أنه رأي امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد.. أي في الجانب المعادي للامام عليه السلام.. غير أنها عندما رأت أن القوم قد تمادوا في عدوانهم الي حد اقتحام فسطاط نساء الحسين عليه السلام و هم يسلبونهن.. أدركت الدوافع الحقيقية من وراء شن تلك الحرب علي الحسين عليه السلام، و أدركت الدوافع الحقيقية من وراء شن تلك الحرب علي الحسين عليه السلام، و أدركت أن تلك الحرب انما كانت تشن علي الاسلام و علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه.. و قد (أخذت سيفا و أقبلت نحو الفسطاط، فقالت: يا آل بكر بن وائل، أتسلب بنات رسول الله؟ لا حكم الا الله.. يا لثارات رسول الله.. فأخذها زوجها وردها الي رحله) [1] .

و لم يمنع نداؤها القوم من اخراج النساء من الخيمة و اشعال النار فيها.

و عندما أثخن الحسين عليه السلام بالجراح بعد أن بقي وحيدا يقارع أعداءه، تلقي ضربة غادرة بالسيف علي رأسه من قبل رجل من كندة يقال له مالك بن النسير من بني بداء. و قد قطعت الضربة برنسا كان يضعه علي رأسه، و أصاب السيف رأسه فأدماه


فامتلأ البرنس دما (فقال له الحسين: لا أكلت بها و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين.

فألقي ذلك البرنس، ثم دعا بقلنسوة فلبسها واعتم.

و جاء الكندي حتي أخذ البرنس - و كان من خز) [2] و قدم به علي امرأته أم عبدالله ابنة الحر، أخت حسين بن الحر البدي، و أقبل يغسل البرنس من الدم.. وقد حسب أنه جاء بغنيمة كبيرة و قام بفعل عظيم، و ان من شأن ذلك أن يحسن من صورته لدي امرأته، و أنها ستزداد اعجابا به.

غير أن تلك المرأة، و قد أدركت فداحة الجرم الذي ارتكبه توجهت اليه باللوم الشديد و طردته من بيتها قائلة: (أتدخل بيتي بسلب ابن رسول الله؟ اخرج عني حشا الله قبرك نارا) [3] .

(فذكر أصحابه أنه لم يزل فقيرا بشر حتي مات) [4] (و يبست يداه، و كانتا في الشتاء تنضحان دما، و في الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان) [5] .

لقد وجدت تلك المرأة الشجاعة الكافية لتطرد زوجها الذي حسب نفسه منتصرا وجاء رافعا رأسه أمامها.. و أفهمته أنه لم يكن سوي سفاح انقاد لارادة شريرة جعلته يرتكب تلك الجريمة المنكرة.


پاورقي

[1] البحار 58/45 واللهوف 55 و مثيرالأحزان ص 40.

[2] الطبري 332-331/3.

[3] البحار 53/45 والطبري 332/3.

[4] البحار 53/45 والطبري 332/3.

[5] البحار 53/45.