بازگشت

مواقف لنساء أخريات


تطالعنا في خضم الأحداث التي رافقت ثورة الحسين مواقف و نماذج متعددة لنساء كن مع الحسين عليه السلام و ثورته، و قد كان لبعضهن مواقف معروفة خاصة بهن و لبعضهن الآخر مواقف اشتركن فيها مع عموم النساء والأخريات.

و مما يلفت النظر حقا أن النساء كن عموما متحيزات لآل البيت عليه السلام بما فيهن نساء الكوفة و حتي نساء بعض من شاركوا بقتل الحسين عليه السلام و سلبه و حتي نساء يزيد و أم ابن زياد (مرجانة)... ناهيك عن نساء المدينة والبصرة و غيرها من مدن العالم الاسلامي.

و لعل النساء لم يستسلمن بالسهولة التي استسلم بها رجالهن، آباء و أزواجا و أبناء و أخوة، للسلطة في غمرة تعرضهم المباشر لها، و انما احتفظن، بحكم بقائهن بعيدات عن الرقابة و عين السلطة و شعورها - ربما - بقلة تأثيرهن و ضعف دورهن بمجريات الأحداث، بخيط من العلاقة الشفاقة المستنيرة مع الاسلام وقادته الحقيقيين، أدركن معه طبيعة أولئك القادم من آل البيت... و من هم، و خصوصا الحسين عليه السلام الذي برز في تلك المرحلة و كأنه يقف وحيدا بمواجهة كل أعوان الدولة و مرتزقتها.

و لعل محاولات معاوية الدؤوبة في غسيل أدمغة عموم المجتمع لم تصل اليهن بعد بشكل مؤثر، و لم يلحق لاكمالها بين صفوفهن، بعد أن كاد يكملها في قطاعات واسعة في مجتمع الرجال و خصوصا في مجتمع الشام.


و مهما يكن من أمر، فان الأمر الملفت للنظر حقا، هو عدم اكتفاء العديد من النساء، باستنكار الموقف المخزي الذي وقفته الدولة الأموية و أعوانها من الحسين عليه السلام في معركة الطف، و انما قيام بعضهن بالمشاركة في هذه المعركة و مرافقة أزواجهن و نبيهن الي كربلاء و بذل جهود كبيرة لحثهم علي الدفاع عن الحسين عليه السلام بل و النزول الي الساحة بأنفسهن للمشاركة، و قد قتلت احداهن فعلا في تلك الساحة.