بازگشت

ام كلثوم:قتلتم خير الرجالات بعد النبي


وقد روي السيد ابن طاووس أن الناس قد ضجت بالبكاء بعد خطبة قصيرة لأم كلثوم قالت فيها: (يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسينا، و قتلتموه و انتهبتم أمواله و ورثتموه، و سبيتم نساءه و نكبتموه، فتبا لكم و سحقا.

ويلكم أتدرون أي دواة دهتكم! و أي وزر علي ظهوركم حملتم! و أي دماء سفكتموها، و أي كريمة أصبتموها، و أي صبية سلبتموها، و أي أموال انتهبتموها..!؟ قتلتم خير الرجالات بعد النبي، و نزعت الرحمة من قلوبكم الا أن حزب الله هم الفائزون و (حزب الشيطن هم الخسرون) [1] ... ( [2] .

ثم أن الناس ضجوا (بالحنين والنوح، و نشرت النساء شعورهن و وضعن التراب علي رؤوسهن، و خمشن وجوههن، و ضربن خدودهن، و دعون بالويل والبثور، وبكي الرجال، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم) [3] .

و مهما يكن من أمر: فماذا كان يمكن أن يتوقع أهل الكوفة من النسوة اللاتي كن بالأمس معززات مكرمات في ظل أعز و أكرم عائلة في المسلمين، عائلة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و قد تعرضن للاهانة والسلب والأذي علي أيديهم عندما جعلوا أنفسهم أدوات بأيدي الظلمة يوجهونها كيفما شاءوا.

لم يواجهنهم بنفس أسلوبهم و بذاءاتهم.. و ما كان بامكانهن فعل ذلك حتي لو


رغبن فيه، فتربيتهن في بيت الرسالة كانت تجعلهن بمستوي أولئك الذين تعهدوهن بالتربية والتنشيئة.

و اذا ما أفضن ببلاغتهن و استشهدن بآيات من القرآن الكريم، فان ذلك كان بحكم تلك التربية والتنشئة في ظل علي والحسن والحسين عليه السلام الذين كانوا قرآنا ناطقا.. و اذ أنهن حملن هموم الرسالة و اندفعن مشاركات في ركب الثورة، فانهن رأين أن مهمتهن لم تنته بعد انتهاء الواقعة و أن عليهن أن يعرفن الأمة بتلك الثورة و أهدافها، و يؤكدن للجميع أن الحسين و أصحابه لم يكونوا خاسرين في تلك المعركة، بل أن الأمة كلها هي الخاسرة عندما عجزت عن تحمل مسؤولياتها والالتحاق بموكب الحسين عليه السلام.


پاورقي

[1] المجادلة: 19.

[2] البحار 112/45 عن الملهوف والاحتجاج.

[3] البحار 112/45 عن الملهوف والاحتجاج.