بازگشت

انتصار المهزومين


لقد قومت زينب الموقف كلها بخطابها، و جعلت يزيد يتيقن أنه كان واهما عندما ظن أنه انتصر علي الحسين عليه السلام، و قد أطارت النشوة من رأسه و جعلته يتخبط في سلوكه و يتمادي في شذوذه بعد ذلك الي أبعد حد و يستبيح كل حرمة مما مهد لهلاكه و زوال ملكه.

لم تكن زينب تري أن الحسين عليه السلام قد خسر، و كانت تري أن حياته التي بذلها في ساحة كربلاء ستعوض بحياة خالدة مع جده صلي الله عليه و آله و سلم و أبيه عليه السلام و مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. و كانت بذلك ترسخ مفهوم الثورة في سبيل الله.. سواء حققت تلك الثورة أهدافها علي المدي القصير أم لم تحققها، تغلب الثوار علي أعدائهم في ساحة المنازلة أم لم يتغلبوا، فالمهم هو الانتماء الحقيقي للاسلام والجهاد في سبيل ترسيخ مبادئه و قواعده، واشعار الأمة أنه دين جدير بالتضحية والفداء لأنه الدين الوحيد الكفيل بتحقيق سعادتها و ضمان مستقبلها بعيدا عن سلطان الواغيت والظلمة والسراق والمستغلين.

لم يكن خطاب زينب خطاب امرأة منكسرة ذليلة، و انما كان خطاب امرأة حازمة ذات موقف و رسالة واضحة المعالم والأبعاد والهدف.