بازگشت

واجهت الكارثة بعزيمة منقطعة النظير


واجهت زينب احتمال قتل الحسين و أصحابه عليه السلام كأمر بات متوقعا في كل لحظة و مقررا لا بد منه في اللحظة التي دعا ابن سعد فيها جنوده للهجوم علي معسكر الحسين عصر اليوم التاسع من المحرم، و تبين لها الأمر الذي كانوا مقبلين عليها فعلا.

و لم يكن تحملها لصدمة تلك اللحظة كتحمل الامام أو أصحابه و هي امرأة و في النساء الرقة والجزع علي حد تعبير الامام زين العابدين عليه السلام. و كان لابد للعواطف الانسانية نحو الأخ والأبناء و أبناء الأخ أن تتصاعد بشكل عنيف، و قد أصبحوا أمام خطر فعلي أوشك الآن أن يحيق بهم فعلا، و لا غرابة أن نراها في هذا الموقف تحزن و تبكي، بل و يغمي عليها، حتي يقوم الحسين عليه السلام بنفسه بتهدئتها و اسكاتها و اعدادها لتقبل فكرة موته علي أيدي الأعداء المحيطين بهم و لو بشكل أولي تمهيدي، لتقوم هي بنفس الدور بعد وفاته و وفاة أصحابه.

وعندما ردد الامام عليه السلام بعد ذلك في تلك الليلة التي قتلوا في صبيحتها:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل



من صاحب أو طالب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل



و انما الأمر الي الجليل

و كل حي سالك السبيل



ما أقرب الوعد من الرحيل [1] .



پاورقي

[1] الطبري 316/3 وابن الأثري 286/3 والارشاد 216 و روضة الواعظين 184 و أنساب البلاذري 1986/3 و النويري 447/20 مع بعض الاختلافات البسيطة.