بازگشت

جنادة بن كعب الأنصاري


ألبسته أمه لامة الحرب:«أخرج و قاتل بين يدي ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»

أما جنادة بن كعب الأنصاري الذي خرج مع الحسين عليه السلام من مكة مع ابنه


عمرو و أمه، و قيل أن ابنه عمرو هذا كان غلاما لم يراهق، فقد قتل في الحملة الأولي التي شنها العدو علي أصحاب الحسين.

و كان أمرا عجيبا ان تقدم أمه، المفجوعة بفقد زوجها علي الباس ابنها لامة الحرب قائلة له: (يا بني اخرج و قاتل بين يدي ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فخرج الغلام و استأذن الحسين في القتال فأبي الحسين أني أذن له، و قال: هذا غلام قتل أبوه في المعركة و لعل أمه تكره خروجه.

فقال الغلام: ان أمي هي التي أمرتني.

.. فبرز الي الحرب و هو يقول:



أميري حسين و نعم الأمير

سرور فؤاد البشير النذير



علي و فاطمة والده

فهل تعلمون له من نظير



له طلعة مثل شمس الضحي

له غرة مثل بدر منير [1] .



لم يكن عمرو بحكم سنه مكلفا بالمشاركة في القتال، و كان متوقعا من الأم المفجوعة بزوجها أن تحرص علي حياة ابنها، غير أن الأمر هنا لم يكن كما يتوقع، و كانت تلك المرأة حريصة أن تلتحق هي و ابنها بزوجها، و كان فعلها علي مستوي بصيرتها و وعيها، و لا بد أنها أدركت ما لم يدركه الكثيرون من أبناء الأمة و قامت بما عجزت عنه الأمة كلها.

ان عائلة جنادة مثل فريد لمجبي الاسلام و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.. و كانت قوة أفرادها و صلابتهم و وقوفهم أمام الموت بشجاعة، أمرا لا يتاح لنا أن نشهده دائما كما أنه فوق مستوي اللغة التي نتعامل بها و نعبر بها عن مشاعرنا، و يكفي أن نستعرض هذا الموقف ليخرج كل منا بالصورة التي يراها، و سنري جميعا أنها صورة فريدة تحمل كل ما في الاسلام من نور وحيوية واشراق.



پاورقي

[1] المصدر السابق 27/45.