بازگشت

جون، مولي أبي ذر


«أذب عنهم باللسان واليد» و يبرز موقف لنصير، شيخ تقدمت به السن، هو جون مولي أبي ذر، الذي التحق بخدمة آل البيت عليه السلام بعد وفاة أبي ذر.. و لا بد أن هذا الشيخ كان نتاجا طيبا لتربية أبي ذر الذي كان من أعلم الناس بموقع آل البيت عليه السلام و أحقيتهم بقيادة الأمة.

طلب جون من الامام عليه السلام أن يسمح له بالنزول الي ساحة القتال، و قد أشفق عليه الامام لكبر سنه ور فع عنه مسؤولية القتال بحكم موقعه كمولي يتبع مواليه طلبا للعافية والرزق، الا أن حرص جون علي القتال والاستشهاد بين يدي الحسين عليه السلام أفصح عن طبيعته الرسالية الفريدة و ارتفاعه الي مستوي حمل هموم الأمة كلها، متجاوزا كل أبناء الأمة الذين هادنوا و استسلموا و انهزموا أمام النظام الأموي المنحرف.

تقدم جون للقتال و هو يقول:



كيف تري الكفار ضرب الأسود

بالسيف ضربا عن نبي محمد



أذب عنهم باللسان واليد

أرجو به الجنة يوم المورد [1] .



و رغم شيخوخته أبدي بطولة فائقة في القتال حتي استشهد بين يدي الحسين عليه السلام، الذي دعا له قائلا:

(اللهم بيض وجهه، و طيب ريحه، وا حشره مع الأبرار، و عرف بينه و بين محمد و آل محمد) [2] .


پاورقي

[1] الخوارزمي 19/2.

[2] المجلسي 23/45.