بازگشت

انصار الحسين بمستوي المسؤولية


حب غامر لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و تضحية في سبيل الاسلام

اذا ما أردنا أن نتناول بالبحث دور الأنصار الآخرين، فان حقيقة مهمة لابد أن تبرز في سياق هذا البحث، و هي أنهم تمتعوا بنفس العزم والثبات والصلابة التي تمتع بها من تحدثنا عنهم من أنصار الحسين.. لم يهن أحد منهم أو ينكل، و مضوا علي بصيرة من أمرهم بنفس القوة التي بدأوا بها مسيرتهم مع الحسين عليه السلام.

و اذ أن العديدين منهم كانوا في سن الشباب المبكر، فلم تتح معلومات كافية


عنهم لكتاب التاريخ والسيرة، و لربما أهملت سيرة البعض منهم بشكل متعمد، و لم نحصل الا علي لقطات خاطفة - كانت كافية علي قصرها - لكشف طبيعة أولئك المجاهدين البدريين الذين قدموا الطف و هم علي يقين أنهم سيتشهدوا هناك.

كان اقدامهم علي الشهادة بين يدي الحسين عليه السلام و استسهال الموت قتلا مع ما رافق ذلك من الآلام الجمة التي تحملوها في سبيل الدفاع عن القضية الكبيرة التي الاسلام من حملة شرسة محمومة للقضاء عليه و أبعاده عن الحياة، و كانوا يدركون أن يلتفت اليه بعد ذلك، ان لم يقدموا مع الامام عليهم السلام علي مواجهة القتل هنا في الطف أمام الأمة المهزمة لخائفة ليحرك دماءها الساكنة ولكي يجعلوها تدرك عمق الهوة التي دفعتها اليها الطغمة الأموية الحاكمة.

كان ثباتهم مرآة لما كان يجيش في نفوسهم من ولاء صادق للاسلام وحب غامر للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و آله عليه السلام. و كانت نظراتهم المودعة للامام عليه السلام و هم يفارقونه في آخر لحظة و يلقون عليه السلام و التحية قبيل مواجهة القتل، تدل علي معرفتهم التامة به و اكبارهم تضحيته الكبيرة و ادراكهم أن تضحياتهم مهما بلغت - مع أنهم كانوا يضحون بأنفس ما لديهم و هي حياتهم - لن تبلغ مستوي تضحية ذلك الامام الذي كان ينبغي أن تفديه الأمة كلها بأرواحها و تقف دونه بمواجهة كل من يريده بأذي أو شر.

و اذا ما استطاع امرؤ فهم دوافع الكبار الأشداء ذوي العلم و المعرفة والتجربة للوقوف وراء الحسين و تقديم أرواحهم فداء للاسلام، فان معرفة دوافع الشباب اليافعين قد لا تتاح ما لم ندرك أنهم يتمتعون بوعي استثنائي و معرفة فطرية حميمة مدركة للاسلام و أهميته و ضرورته لا دامة حياة البشرية علي قواعده الحية، بل النابضة بالحياة والعطاء و الا فلماذا ساروا معه الي النهاية و أقدموا علي الاستشهاد بين يديه دون تردد؟ و ما هي دوافعهم ان لم يكن حرصهم علي الاسلام و خوفهم عليه من الضياع و الاندثار؟.

و ربما كانت الأضواء التي سلطت علي من تحدثنا عنهم من أنصار الحسين عليه السلام لموقفهم القيادي في المعركة والأدوار الفريدة التي قاموا بها و لفتت اليها الأنظار وسنهم و موقعهم الاجتماعي و معرفة الناس بهم.