بازگشت

عدوه يشهد له بالفضل.. شبق بن ربعي يشيد بمسلم بن عوسجة


و قد شهد لمسلم عدوه الحالي و رفيق الأمس، شبث بن ربعي، الذي قدم و عوده و كتب رسالته، بأن ينصر الحسين عليه السلام و كان يرجوه أن يقدم علي جند له مجندة، و يعد أن يكون في مقدمة هؤلاء الجند، و قد تخاذل و تراجع الي صفوف أعدائه، اذ لم يجد في نفسه الجرأة علي مواجهتهم رغم أنه كان يعرف الموقف جيدا و يعرف من هو المبطل و من هو المصيب، و كان في قرارة نفسه يكره مواجهة الحسين عليه السلام و حربه والاقدام علي قتله و قتل أصحابه، فعندما (تنادي أصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي، قال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم، انما تقتلون أنفسكم بأيديكم، و تذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مسلم بن عوسجة؟.

أما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم. لقد رأيته يوم سلق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين. أفيقتل منكم مثله و تفرحون) [1] .

لم يستطع شبث، ذلك المحارب القديم تحت لواء أميرالمؤمنين عليه السلام في صفين، والذي انحاز الي جانب الأمويين بعد استتباب الأمور لهم، أن يتحمل فرحة القوم بمقتل مسلم، رغم أنه عدوه الآن، و كان يعترف أنهم بعملهم هذا انما يقتلون أنفسهم بأيديهم و يجعلونها مرهونة بتصرف و ارادة رموز التسلط والشرك الأموية،


و كان يستحضر مشهدا فريدا رآه من مسلم قبل اليوم في معركة جرت بين المسلمين وأعدائهم، كان مسلم فيه ليتحرق شوقا للدفاع عن الاسلام، و يقدم علي حرب عدوه ومهاجمته قبل أن تتم الاستعدادات للمعركة، وقد قتل ستة من أفراد ذلك العدو.

و ها هو مسلم يضيف موقفا جديدا عظيما الي مواقفه السابقة العظيمة، يليق به كجندي مدافع عن الاسلام و نصير مقرب من الامام عليه السلام يحمل قضيته و همه و يكون أول من يستشهد بين يديه، فلطالما كان قد سعي للشهادة و رغب فيها، و ها هي رغبته تتحقق بأقدس معركة يخوضها الاسلام ضد الشرك والانحراف.


پاورقي

[1] المصدر السابق 325/3.