بازگشت

مسلم بن عوسجة مبارز لا يغلب


كانت المبارزة مع أصحاب الحسين عليه السلام تعني خسارة مؤكدة للجيش المعتدي، قد تميل - نتيجتها - الكفة لصالحهم، و لذلك فان عمرو بن الحجاج - و قد أدرك طبيعة الموقف - قام بتحريض أصحابه قائلا: (يا حمقي، أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المصير، قوما مستميتين، لا يبرزن لهم منكم أحد، فانهم قليل، و قلما يبقون، والله لو ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم) [1] و قد أيد وجهة نظره هذه عمر بن


سعد و قال له: (صدقت، الرأي ما رأيت، و أرسل الي الناس يعزم عليهم الا يبارز رجل منكم رجلا منهم) [2] .

و اذ أن ابن سعد استجاب لرأي ابن الحجاج، فان هذا لم يكتف باقتراحه، و قد رأي أنهم لم يستطيعوا تحقيق غلبة واضحة حتي تلك الساعة، فقام يحرض الناس علي الحسين عليه السلام و أصحابه و يدعوهم للتماسك والثبات. و قد توجه بندائه اليهم قائلا: (يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم و جماعتكم، و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين و خالف الامام) [3] .

و قد أجابه الحسين عليه السلام قائلا: (يا عمرو بن الحجاج، أعلي تحرض الناس؟ أنحن مرقنا و أنتم ثبتم عليه؟ أما والله لتعلمن لو قد قبضت أرواحكم، و متم علي أعمالكم، أينا مرق من الدين، و من هو أولي بصلي النار). [4] .

غير أن هذا الخانع الذليل، صم أذنيه عن كلمات الحسين عليه السلام، و آثر تنفيذ أوامر أسياده، و بدلا من أن يستجيب لها (حمل علي الحسين في ميمنه عمر بن سعد من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحسين، و كان الذي قتل مسلم بن عوسجة، مسلم بن عبدالله الضبابي و عبدالرحمن بن أبي خشكاره البجلي) [5] .

و لا بد أن مسلم بن عوسجة اندفع في مقدمة المدافعين عن الحسين عليه السلام فكان أول شهيد من أصحابه.


پاورقي

[1] الطبري 324/3.

[2] الطبري 324/3.

[3] الطبري 324/3.

[4] الطبري 324/3.

[5] الطبري 324/3.