بازگشت

موقف بطولي قبل الطف


لقد نجح معقل مولي ابن زياد بكشف أسرار الثوار واخبارهم، و واجه هاني ء بها أمام مولاه في قصر الامارة، مما دعا ابن زياد لالقاء القبض علي هاني ء الأمر الذي اضطر مسلما لاعلان ثورته قبل الأوان و قبل أن يستكمل استعداداته وتجهيزاته، و قد أدي ذلك بالتالي الي فشلها و مقتل مسلم و هاني ء قبل وصول الامام الحسين صلي الله عليه و آله و سلم، و قد تحدثنا بالتفصيل عن أسباب ذلك.


عند احتجاز هاني ء في القصر استنفر مسلم بن عقيل قواته التي كانت قد بايعته سرا، نتيجة الهياج الشعبي و صراخ نسوة مراد، و قد عقد لمسلم بن عوسجة علي ربع مذحج و أسد و قال: انزل في الرجالة، فأنت عليهم [1] ، و قبل أن تتاح الفرصة للمنازلة و أصحاب مسلم ملتفون حوله والثورة الشعبية لا تزال تغلي، استطاع أعوان ابن زياد من أشراف الكوفة تخذيل الناس عن القتال و تجشيعهم علي التخلي عن مسلم مستخدمين كافة أساليب الترهيب والتخويف، و بقي مسلم وحيدا بعد أن تفرق أصحابه و سجن بعضهم و قتل البعض الآخر منهم.

و لم نعلم بأمر مسلم بن عوسجة حتي التقيناه ثانية بين أصحاب الحسين عليه السلام و قد سار الي معسكره بعياله مواسيا بنفسه و أهله، و لعله قد احتجز في تلك الفترة أو اختفي عن أعين السلطات ريثما تتاح له فرصة الالتحاق بالحسين صلي الله عليه و آله و سلم و نصرته.

و لا بد أن نري - من مواقفه - أنه كان ينوي الالتحاق بالحسين عليه السلام و قد علم حاجته للرجال والأنصار بعد فشل ثورة مسلم، و نستطيع أن نعتبره استنادا لذلك من أصحابه الأوائل الذين أضمروا نصرته، فتحدثنا عنه ضمن حديثنا عن الأصحاب الأوائل الذين رافقوا الحسين من مكة الي كربلاء.


پاورقي

[1] المصدر السابق.