بازگشت

مع المخبرين ثانية الجاسوس الذي خدع مسلم بن عوسجة


عندما أخذت الناس تختلف الي مسلم بن عقيل في دار هاني ء بن عروة، بعد خروجه من دار المختار و قد علم به (دعا ابن زياد مولي له يقال له معقل، فقال له: خذ ثلاثة آلاف درهم، ثم اطلب مسلم بن عقيل، و اطلب لنا أصحابه، ثم أعطهم هذه الثلاثة آلاف، فقل لهم: استعينوا بها علي حرب عدوكم، و أعلمهم أنك منهم، فانك لو قد أعطيتها اياهم اطمأنوا اليك و وثقوا بك، و لم يكتموك شيئا من أخبارهم، ثم أغد عليهم ورح، ففعل ذلك، فجاء حتي أتي مسلم بن عوسجة الأسدي من بني سعد بن ثعلبة في المسجد الأعظم و هو يصلي، و سمع الناس يقولون: ان هذا يبايع للحسين.

فجاء، فجلس، حتي فرغ من صلاته ثم قال: يا عبدالله، اني امرؤ من أهل الشام، موي لذي الكلاع، أنعم الله علي بحب أهل هذا البيت، و حب من أحبهم، فهذه ثلاثة آلاف درهم، أردت بها لقاء رجل منهم بلغني أنه قدم الكوفة، يبايع لابن


بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كنت أريد لقاءه، فلم أجد أحدا يدلني عليه و لا يعرف مكانه، فاني لجالس آنفا في المسجد، اذ سمعت نفرا من المسلمين يقولون: هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، و اني أتيتك لتقبض هذا المال و تدخلني علي صاحبك فأبايعه، و ان شئت أخذت بيعتي له قبل لقائه.

فقال: احمد الله علي لقائك اياي، فقد سرني ذلك لتنال ما تحب، و لينصر الله بك أهل بيت نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و لقد ساءني معرفتك اياي بهذا الأمر من قبل أن ينمي مخافة هذا الطاغية و سطوته.

فأخذ بيعته قبل أن يبرح، و أخذ عليه المواثيق المغلظة ليناصحه وليكتمن، فأعطاه من ذلك ما رضي به، ثم قال له: اختلف الي أياما في منزلي، فأنا طالب لك الاذن علي صاحبك، فأخذ يختلف مع الناس، فطلب له الاذن.

ثم أن معقلا مولي ابن زياد الذي دسه بالمال الي ابن عقيل و أصحابه، اختلف الي مسلم بن عوسجة أياما ليدخله علي ابن عقيل، فأقبل به حتي أدخله عليه بعد موت شريك بن الأعور، فأخبره خبره كله، فأخذ ابن عقيل بيعته، و أمر أبا ثمامة الصائدي، فقبض ماله الذي جاء به، و هو الذي كان يقبض أموالهم، و ما يعين به بعضهم بعضا، يشتري لهم السلاح و كان به بصيرا، و كان من فرسان العرب و وجوه الشيعة، و أقبل ذلك الرجل يختلف اليهم، فهو أول داخل وآخر خارج، يسمع أخبارهم، و يعلم أسرارهم، ثم ينطلق بها حتي يقرها في أذن ابن زياد) [1] .


پاورقي

[1] الطبري 286-284-283/3 والخوارزمي ج 1، ص 202-201 وابن الأثير 269/3 و المجلسي م 10 ج 44، ص 342 والمفيد ص 190 و مقاتل الطالبيين ص 71 ومناقب ابن شهر آشوب 91/4 و روضة الواعظين ص 174 ونورالعين للاسفراييني ص 16 و نهاية الارب للنويري ج 20 ص 393 مع اختلافات بسيطة في النصوص.