بازگشت

حبيب يواجه وقاحة شمر


«اني أراك تعبد الله علي سبعين حرفا.. قد طبع الله علي قلبك»

لقد أحزن حبيبا عدم استجابة أتباع ابن زياد لدعوته و اصرارهم علي مقاتلة الحسين عليه السلام أو تسليمه لابن زياد دون قيد أو شرط، و تهيأ مع الحسين عليه السلام و أصحابه لخوض الحرب معهم. و قد جعله الحسين في ميسرة أصحابه عند التعبئة للقتال.

و عندما ألقي الحسين عليه السلام خطبته التي أشار فيها الي السبب الذي دعاه للقدوم و بين فيها مكانته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و طلب منهم الاستفسار من بعض الصحابة المعروفين الذين كانوا أحياء عن مقولة قالها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه و في أخيه الحسن عليه السلام:«هذان سيدا شباب أهل الجنة» و تصدي له شمر مقاطعا.. كان حبيب أول من انتهره علي وقاحته و مقاطعته للامام عليه السلام قائلا: (والله، اني لأراك تعبد الله علي سبعين حرفا، و أنا أشهد أنك صادق ما تدري ما تقول، قد طبع الله علي قلبك) [1] .

و قد فتح الباب ثانية لزهير ليلقي فيهم خطبة أخري - ذكرناها عند استعراض سيرته -.

و كان حبيب متلهفا علي القتال ولقاء العدو. و قد أراد أن يخرج مع برير بن خضير عندما دعيا للمبارزة من قبل يسار مولي زياد بن أبيه و سالم مولي عبيدالله بن زياد، الا أن الحسين عليه السلام منعهما و أمرهما بالجلوس و سمح لعبدالله بن عمير الكلبي بالخروج، فخرج و قتلهما.

و من الطريف ان عبدالله الكلبي عندما خرج للقائهما رفضا مبارزته في البداية، رغم أنهما عبدان لعبيدالله و أبيه زياد، و قد حسبا أنهما من أشراف القوم - و طلبا أن يخرج اليهما زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر الا أن الكلبي رد علي يسار أحد


زالعبدين الذي كان هو المتصدي للكلام، بقوله:«يابن الزانية، و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، و ما يخرج اليك أحد من الناس الا و هو خير منك» [2] .


پاورقي

[1] الطبري 319/3.

[2] المصدر السابق 321/3.