بازگشت

ابحث عن المخبرين


و عندما ضيق ابن سعد الحصار علي معسكر الحسين عليه السلام و توالت امدادات ابن زياد له، اقترح حبيب علي الامام أن يذهب لدعوة حي من بني قومه (أسد) يسكنون قريبا من كربلاء، لنصرته. و قد أذن له الامام بذلك، فذهب في الليل متنكرا حتي صار اليهم و فاتحهم بالأمر الذي قدم له، و استجاب له منهم سبعون أو تسعون رجلا، الا أن عينا منهم أوصل خبرهم لابن سعد الذي قام اثر ذلك بتجريد حملة لمنعهم من الالتحاق بالحسين عليه السلام، و قد جرت بين الفريقين مناوشات و اقتتال انسحب علي أثرها الفريق الذي أراد نصرة الحسين، و رحل عن المنطقة بأسرها خوفا من ابن سعد، و رجع حبيب الي الحسين عليه السلام بخبر ذلك بعد أن أخفق مسعاه [1] .

و يبدو من مسعي حبيب و ذهابه لاستنهاض الأسديين و رجوعه مع جماعة منهم لنصرة الحسين عليه السلام و ربما قيامه بالمشاركة بالمناوشات التي جرت بينهم و بين أتباع ابن سعد، أنه كان متلهفا علي قلب ميزان القوي لصالح الحسين، مع أنه كان يدرك أن عددا بسيطا استنهضه لا يمكن أن يغير معادلة القتال. الا أنه ربما سينجح بلفت نظر الآخرين من أفراد جيش ابن سعد لموقف هؤلاء الملتحقين الجدد. ربما حذا


بعضهم حذو هؤلاء و التحقوا بالحسين أيضا و سيجلوا كسبا لقضيته و موقفه؛ و هو ما كان حريصا عليه الي حد بعيد.


پاورقي

[1] الخوارزمي ج 1، ف 11 و أنساب الأشراف للبلاذري ج 3، ص 180 والبحار 44، ص 387.