بازگشت

الي القتال:«... والله لا يحكم فينا ابن الدعي..»


و هكذا تقدم علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام للساحة و هو يقول:



أنا علي بن الحسين بن علي

نحن و بيت الله أولي بالنبي



والله لا يحكم فينا ابن الدعي

أطعنكم بالرمح حتي ينثني



أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضرب غلام هاشمي علوي [1] .



و قد حمل عدة مرات، و مر يشد علي الناس بسيفه و قتل كثيرا منهم [2] رغم عطشه الشديد (حتي رمي بسهم وقع في حلقه فخرقه، و أقبل يتقلب في دمه، و ضربه مرة بن منقذ العبدي بالسيف علي مفرق رأسه، ثم طعنه بالرمح في ظهره، و ضربه الناس بأسيافهم، فاعتنق فرسه، فاحتمله الفرس الي معسكر الأعداء، فقطعوه بسيوفهم اربا اربا..) [3] .

و قد روي أن مرة بن منقذ عندما أبصر عليا الأكبر يشد علي الناس بسيفه قال: (.. علي آثام العرب ان مر بي يفعل مثل ما كان يفعل ان لم أثكله أباه، فمر يشد علي


الناس بسيفه، فاعترضه مرة بن منقذ فطعنه فصرع، و احتوله الناس فقطعوه بأسيافهم) [4] .

قتل علي الأكبر و هو يشد علي أعدائه و يقاتلهم و يدفعهم عن أبيه، و قد استغل أحد القتلة الأذلاء جرحه فغدر به وطعنه، متطوعا لتلك المهمة دون أن يكلفه بها أحد، أو يطلب منه ذلك.

ان موقف هذا القاتل الغادر يثير دهشتنا حقا، لقد أراد أن يثكله أباه و يؤذيه بفعلته هذه، و كأن الأمر أمر عداوة شخصية و كأنه أمر خلاف يجوز فيه اللجوء الي كافة الأساليب المشروعة و غير المشروعة، و كأن قتل امري ء أمر جائز في أي وقت و لأي سبب.

و قد أراد أن يبدو أمام ابن سعد و ابن زياد و أمثالهما من الأذلاء الخائفين الخانعين، أنه لا يقل ولاء عنهم ليزيد و حبا لدولته الأموية الخارجة عن الاسلام، كان يريد أن يبدو يزيديا أكثر من يزيد نفسه و أكثر من أي فرد آخر من آل أمية الراتعين بالملك والسلطان.

لم يطلب أحد منه أن يفعل ذلك، و كان بامكانه أن لا يقوم بهذه المهمة، فلا يؤاخذه أحد. لكنه لم يكن يأخذ المسألة كلها مأخذ الجد،بل حسب أن تصديه لامام الأمة الشرعي و أصحابه أمر بسيط ما دام ذلك يرضي سادته الأذلاء الخانعين.

و لعل القاتل، لم يحلم حتي برؤية يزيد أو مقابلته لنيل كلمة عطف وابتسامة منه.

و لعله لم يكن يتمني أكثر من نظرة رضا من ابن سعد، الذي لم يكن يتمني أكثر منها من ابن زياد الذي جعل هدفه رضا يزيد عنه، اذ كان غاضبا عليه فيما مضي. كما علمنا.


پاورقي

[1] الطبري 330/3 وابن الأثير 293/3 و مقاتل الطالبيين ص 84 والخوارزمي 30/2 و مناقب ابن شهر آشوب 109/4 مع بعض الاختلاف البسيط.

[2] روي الخوارزمي في مقتله أن عليا الأکبر قتل - علي عطشه مائة و عشرين رجلا ج 2، ص 30.

[3] اللهوف ص 48 و مثير الأحزان 35 والأخبار الطوال 254 والطبري 331/3 وابن الأثير 293/3.

[4] الطبري 331/3.