بازگشت

فارس مقدام


.. حزم مع العدو و عطف ورقة علي الأطفال والنساء

و قد كان علي بن الحسين الأكبر فارسا شجاعا دون شك، و لعل هدوءه و صبره هو الذي جعل أباه يكلفه بمرافقته مع عمه العباس لمقابلة ابن سعد لاقناعه بالعدول عن موقفه المتحيز لابن زياد والمعادي للاسلام، و يكلفه بمهمة الاشراف علي شؤون


المخيم و تهدئة النساء والأطفال، فليس من المعقول أن يقوم من لا صبر له علي القتال و مواجهة الموت بهذه المهمة الدقيقة في ذلك الظرف الشديد. و لا بد أن مشهد امري ء يخاف الموت و يخشي الأعداء، و هو يحاول تهدئة أناس خائفين مروعين سيعمل علي اثارة مخاوفهم أكثر مما سيعمل علي تهدئتهم.

و قد ذكر أن أباه الحسين عليه السلام كلفه يوم الثامن من المحرم بجلب الماء الي المخيم، و أرسله علي رأس ثلاثين من أصحابه الي الفرات [1] .

و لا بد أن استعدادات العدو لمواجهة موقف مماثل ذلك الذي وقفه العباس عندما اقتحم النهر بأصحابه قبل يوم، كانت أشد و أتم، و كانت مهمة علي الأكبر في تلك الحال ستكون أصعب. لأن العدو سيكون متأهبا حتي لا يفاجأ فاذا ما جلب الماء، فانه يكون قد حقق نصرا كبيرا علي أعدائه في معركة غير متكافئة، و أثبت جدارة غير عادية في معركة الطف العظيمة.


پاورقي

[1] مقتل الحسين / السيد محمدتقي بحرالعلوم / 342.