بازگشت

و أعجب من موقف العباس موقف السيدة أم البنين


و أعجب من موقف العباس، موقف أمه، أم البنين [1] ، التي لم يبلغ حزنها علي فقد أولادها الأربعة القدر الذي بلغه حزنها علي الحسين عليه السلام. لقد كانت تسأل عنه و تتابع أخباره قبل سؤالها عن أولادها الأعزاء.

كان حزنها علي أولادها كبيرا - بلا شك - لايحتمل و فوق طاقة امرأة ضعيفة، غير أن حبها و ولاءها لامامها الشهيد و ابن زوجها الامام الشهيد كان أكبر من ذلك الحزن، و ربما رأت في استشهادهم معه تسلية كبيرة تريح قلبها الكبير، و كانت هي التي تهدي ء نساء بني هاشم المكروبات المحزونات و تسكتهن و تطيب خواطرهن و كأنها لم تسخر تلك الخسارة الفادحة التي لاتضاهيها خسارة أخري.. اللهم الا خسارة الامام عليه السلام؛ غير أن كل ذلك ما دام بعين الله و في سبيله، فان ذلك كان ادعي لرضا و اطمئنان و هدوء تلك المرأة المؤمنة العظيمة.



پاورقي

[1] لم يرد دليل قطعي علي أن أم‏البنين حية في زمن واقعة الطف، و ما روي لايثبت کونها حية في ذلک الحين، و ربما قد توفيت قبل ذلک. و للسيد عبدالرزاق المقرم الموسوي - حرمه الله - تحقيق لطيف حول ترجيح وفاتها أورده في کتابه مقتل الحسين عليه‏السلام - ط 1979 - 1399 -5 بيروت / لبنان ص 340 - 336.