بازگشت

الآن انكسر ظهري


و كان مشهد الأخير مما لم يطق الحسين عليه السلام عليه صبرا. لقد أدركه و هو يجود بنفسه، وضع رأسه في حجره و أخذ يمسح الدم و التراب عنه، ثم بكي بكاء عاليا و قال: (الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي، و شمت بي عدوي..) [1] .

لقد بقي وحيدا الآن بمواجهة أعدائه المتعطشين لدمه.. و ها هو أخوه العباس يمضي مع من مضوا من أنصاره و أصحابه، و كان وقع المصيبة عليه شديدا حتي أنه لم يطق حمله يضع جسده مع أجساد بقية أصحابه.. و لعل ما بالجسد من جروح كثيرة جعل عملية نقله شاقة بل مستحيلة. و لعل رؤية جسد العباس بذلك الشكل المروع سيثير أحزان و آلام كل من في المخيم من نساء و أطفال، و لعله سيجد بذلك شغلا له عن القتال، وقد حان دوره الآن بعد أن لم يبق له ناصر و لا معين.


پاورقي

[1] الخوارزمي ج 2، ص 30.