بازگشت

الايثار بالنفس و مواجهة الموت


«نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا» كان مشهدا عجيبا بهر أعداءه و أذهلهم. فلم يدر بخلد أحدهم أن شخصا ما يمكن أن يؤثر الآخرين علي نفسه لهذا الحد.


كان موقفا أخلاقيا رفيعا. و لعل قيمته الأخلاقية - التي كان تفوق ما كان يمكن أن يتحقق عمليا اذا ما شرب العباس الماء و أصبح أكثر قوة علي مواجهة عدوه - ستحقق كسبا مضافا لقضية الحسين عليه السلام كلها، فمن يجود بنفسه ليوفر حياة أخيه، مع أنه كان يستطيع ضمان حياته و البقاء حيا اذا ما طلب ذلك، و قد أتيحت تلك الفرصة فعلا، لا يري أنه حينما يتنازل عن الماء و لا يشرب منه، أنه قدم الشي ء الكثير مقابل حياته التي سيقدمها، و مقابل ما سيقدمه أخوه امام الأمة و سيدها كلها، و هي حياته، أغلي حياة. و نفسه و هي أعز نفس عندالله و أكرمها مقاما لديه.

ملأ قربته و حملها علي كتفه الأيمن و ركب جواده تجاه المخيم و هو علي استعداد لمواجهة من يتصدي له و يمنعه من المسير و ايصال الماء لمن يحتاجه. و جميع من في المخيم كانوا بحاجة ماسة اليه.

كان كوالده أميرالمؤمنين عليه السلام لا يقدر أحد علي مواجهته في ساحة الحرب، فقد كان أعداؤه يهربون و يتفرقون من بين يديه خشية من سيفه.

كان يتقدم و ينشد:



(لا أرهب الموت اذا الموت زقا

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي) [1] .


پاورقي

[1] البحار 40/45 والارشاد ص 255 و مناقب ابن شهر آشوب 108/4.