بازگشت

الحسين يلقي الحجة علي جيش ابن زياد و يوضح أسباب ثورته


و قد أكمل الحسين عليه السلام خطبته [1] و أوضح للجيش المعتدي أسباب قدومه الي الكوفة، و ذكرهم بموقعه و منزلته و ما ذكره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بحقه و حق أخيه الحسن عليه السلام و عدم جواز قتله والاعتداء عليه و انتهاك حرمته و طلب منهم أن يتأكدوا من ذلك من مجموعة من الصحابة ذكرهم لهم، و قد أنكروا بالطبع كل رسائلهم و كتبهم و دعواتهم اليه و طلبوا منه الاستسلام لابن زياد و مبايعة يزيد، و اذ لم ير جدوي في الاستطراد بالكلام لاقناعهم بعد أن حاول ذلك أكثر من مرة و حاوله بعض أصحابه، فانه صرخ فيهم قائلا: (لا والله لا أعطيهم بيدي اعطاء الذليل، و لا أقر اقرار العبيد، عباد الله اني عذت بربي و ربكم أن ترجمون، أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.

ثم انه أناخ راحلته، و أمر عقبة بن سمعان فعقلها، و أقبلوا يزحفون نحوه) [2] .


پاورقي

[1] وطد ذکرنا هذه الخطبة فيما مضي من هذه الدراسة.

[2] تراجع المصادر السابقة، والنص عن الطبري 319/3.