بازگشت

تهدئة مخاوف النساء


و قبيل القتال رأي الحسين عليه السلام أن يبين لجيش ابن زياد دوافعه من القدوم اليهم و يعرفهم بأهمية موقعه و مركزه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و من الأمة كلها و قد أثارت مقدمة خطبته التي كان يحتمل فيها عدم استجابتهم لدعوته و نداءاته مخوف النسوة في معسكره و قدر رأيت احتمال قتله عليه السلام و أصحابه أمرا واردا، بل قريبا [1] و قد بكين و صحن عندما سمعنه، و كان من العسير اسكاتهن لو لم يتصد العباس و علي الأكبر لذلك، و قد أرسلهما الامام الحسين عليه السلام لهذه المهمة التي لم تكن تبدو يسيرة في ذلك الحين، فالنسوة كن قد اعتدن حياة الأمان، و اعتدن أن يحترمن في ظل آبائهن و أزواجهن و اخوتهن، و ها هن يواجهن الآن من يريد الفتك بهم والقضاء عليهم و يواجهن مصيرا مبهما سيلقين فيه المزيد من اوذي والتشريد والاهانة و ربما القتل أيضا، فأي شي ء يمنع أعداء الحسين من فعل ذلك ما داموا قد تجرؤوا عليه و واجهوه تلك المواجهة الظالمة..؟.


كان أمر اسكاتهن يحتاج جلدا و رفقا و صبرا، و كن يحتجن الي من يثقن به و يسكن اليه، الي رجل قوي حازم أريب، و هذا ما كان عليه العباس و علي الأكبر أيضا، و قد نجحا باسكات النساء، فليس من المعقول أن يمصني الحسين عليه السلام في خطبه و بياناته، و حججه و يسمع صوته أعداءه، و أصوات النساء ترتفع بالصياح والبكاء، ستثيرهم و تجعلهم يشعرون بقوة و بأس أكبر من التي كانوا عليها عليها و يتحمسون حماس الوحوش الضارية و هي تري استسلام فرائسها و تسمع صراخها و عويلها.


پاورقي

[1] و قد جاء في مقدمة تلک الخطبة: (اسمعوا قولي و لا تعجلوني حتي أعظکم بما لحق لکم علي، و حتي أعتذر اليکم من مقدمي عليکم، فان قبلتم عذري، و صدقتم قولي، و أعطيتموني النصف، کنتم بذلک أسعد، ولم يکن لکم علي سبيل، و ان لم تقبلوا مني العذر، و لم تعطوا النصف من أنفسکم (فأجمعوا أمرکم و شرکاءکم ثم لا يکن أمرکم عليکم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون) يونس 71 (ان ولي الله الذي نزل الکتب و هو يتولي الصلحين) الأعراف 196، الطبري 318/3.