بازگشت

حامل الراية


و بعد أن عبأ الحسين عليه السلام أصحابه و صلي بهم صلاة الغداة، جعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه و حبيب بن مظاهر في مسيرتهم، أعطي رايته العباس بن علي أخاه، و قد ظل محافظا عليها، و كان آخر من قتل من أصحاب الحسين عليه السلام بعد أن بقي وحيدا و هو يحاول اختراق سور الحبد المحيط بالفرات في محاولة منه لجلب الماء للأطفال العطاشي.

كانت الراية التي حملها العباس و هي ترف فوق أصحاب الحسين القائل. تعني الكثير مقابل تلك التي كان يحملها أصحاب ابن سعد، تعني أن قضية ترفع هنا، بل قضية الأمة كلها، مقابل ادعاءات مزعومة بحق السيادة والسلطان علي الأمة يرفعها يزيد وابن زياد و أعوانهما.

لابد أن المشهد يهز كل النفوس، بل أنه غير قابل للتصور عند الكثيرين. هل كان الحسين عليه السلام و أصحابه جادين و هم يقفون وقفة التعبئة والاستعداد لمواجهة جيش يفوقهم ألف مرة..؟ و هل كانوا يعتقدون أنهم سيتغلبون علي عدوهم بتلك المواجهة العسكرية غير المتكافئة؟ و هل كانوا يحسبون أنفسهم جيشا حقيقيا يحمل راية بمواجهة بذلك الجيش الكبير الذي يحمل راية أيضا؟ و اذا ما كانوا يعتقدون أنهم يقتلون بتلك المواجهة فلم ذلك الاستعداد للقتال؟ و ما جدواه أصلا اذا كان مصيرهم القتل؟.