بازگشت

الاخ المدافع عن أخيه، المجيب الي طاعة ربه


ليس الحديث عن العباس بن علي عليه السلام مما يسهل في دراسة محدودة كهذه، اذ أن لهذه الشخصي العظيمة جوانب عديدة لابد من استيعابها والاحاطة بها و هو أمر لا يتاح بسهولة، خصوصا و أن سيرته السابقة علي أيام الطف لم تكن معروفة بشكل دقيق و لم يشر اليها اشارات مسهبة وافية بالغرض جديرة بتلك الشخصية، و لعل بعض الاهمال كان مقصودا و متعمدا بفعل الحملة الأموية المضللة الظالمة التي استهدفت آل البيت و أهلهم و ذويهم.


غير أننا سنتعرض لجانب من هذه السيرة خلال مسيرته مع أخيه الحسين عليه السلام من المدينة الي الكوفة مرورا بمكة.

و أبوالفضل العباس بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو أكبر اخوة أربعة لأم البنين ابنة حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن صعصعة بن كلاب و أمها شامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

و قد روي أنه ليس في العرب أشجع من آبائها و اخوانها الذين كانوا من سادات العرب و زعمائهم.

ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال لأخيه عقيل، بعد وفاة الزهراء عليه السلام، و كان نسابة العرب، و عرافة بأحسابها و عاداتها:«ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها، فتلد لي غلاما فارسا». و قد اقترح عليه أخوه عقيل أن يتزوج فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، أم البنين. التي ولدت له العباس و اخوته عبدالله و عثمان و جعفر، و قد استشهدوا كلهم بين يدي أخيهم الحسين عليه السلام في معركة كربلاء بعد أن أبلوا بلاء حسنا في المعركة و خصوصا العباس الذي كانت له مواقف مشهودة فيها.

كان عمر العباس يوم استشهد أربعة و ثلاثين عاما؛ اذ ان من المعلوم أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوج بعد وفاة الزهراء عليه السلام أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبوها أبوالعاص، و قد أوصته الزهراء عليه السلام بتزوجها بعد وفاتها. و بعد ذلك تزوج أم البنين الكلابية والدة العباس عليه السلام.

عاش في ظل أبيه أربعة عشر عاما و في ظل أخيه الحسن عليه السلام عشر سنوات و قضي ما تبقي من عمره في ظل أخيه الحسين عليه السلام و رعايته.