بازگشت

حاول تخليصهم من ورطة الوقوف الي جانب الظالم


كان زهير يحاول لفت أنظارهم الي الموقف الخطير الذي وضعوا أنفسهم فيه، و أنهم أمام اختبار حقيقي يثبتون فيه انتماءهم للاسلام حقا اذا ما التفوا حول الحسين عليه السلام ممثلهم و قائدهم الشرعي و تخلوا عن دولة الظلم الأموية. و كانت تلك اللحظات القصار ثمينة و عزيزة جدا بنظر زهير ففيها وحدها سيتحدد مصير الجميع، اما الي الجنة و أما الي الجحيم.

لقد استعرض زهير بخطبته جوانب الموقف كله. و أنذر أهل الكوفة و حذرهم مغبة الاستمرار في الحرب الظالمة التي شنها ممثل دولة الظلم، ابن زياد، علي الحسين عليه السلام ممثل وقائد دولة الاسلام الشرعية. و كان حريصا علي أن يجعلهم يدركون أن هذه هي فرصتهم الأخيرة للتخلص من دولة الظلم والالتحاق بممثل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و ابنه و قائد الأمة الحقيقي. كان يري نفسه قويا لذلك فانه لم يخش من مواجهتهم و توبيخهم و حثهم علي مراجعة أنفسهم مراجعة سريعة عاجلة. و أعلمهم أن نتيجة وقوفهم من الظلمة ستكون تمادي هؤلاء الظلمة في ظلمهم، و سيكونون هم أنفسهم الضحية المقبلة. و هي نتيجة حتمية و سنة من سنن التاريخ. فليس للظالم قانون أو مبدأ يردعه عن ظلم أي انسان، حتي ولو كان خادمه و تابعه بالأمس، وحتي لو كان قد شهر السلاح و حارب معه أعداءه، فقانون الظالم مصالحه و امتيازاته.

و قد ذكرهم بما فعل الظالمون بأناس منهم، حاولوا انقاذهم و تفانوا في سبيل ذلك كحجر بن عدي و أصحابه و هاني ء بن عروة و أشباهه. و حذرهم بأن كل واحد منهم سيكون مستهدفا في النهاية سواء كان من أتباع الدولة و أعوانها أو من أعدائها.