بازگشت

التحقوا به رغم علمهم أن الموقف لم يكن لصالحه


كان هؤلاء الرجال متلهفين علي الالتحاق بالحسين عليه السلام رغم أنهم كانوا يعلمون أن الموقف العسكري ليس لصالحه و أن الكوفة قد انقلبت عليه. بل انهم هم الذين حملوا اليه خبر مقتل رسوله اليهم. سألهم الحسين عليه السلام: (أخبروني خبر الناس وراءكم. فقال له مجمع بن عبدالله العائذي: أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، و ملئت غرائزهم، يستمال ودهم، و يستخلص به نصيحتهم، فهم الب


واحد عليك، و أما سائر الناس بعد، فان أفئدتهم تهوي اليك و سيوفهم غدا مشهورة عليك.

قال: أخبروني، فهل لكم برسولي اليكم؟ قالوا: من هو؟

قال: قيس بن مسهر الصيداوي؛ فقالوا: نعم أخذه الحصين بن تميم فبعث به الي ابن زياد، فأمره ابن زياد أن يلعنك و يلعن أباك، فصلي عليك و علي أبيك، و لعن ابن زياد و أباه، و دعا الي نصرتك، و أخبرهم بقدومك، فأمر به ابن زياد، فألقي من طمار القصر. فترقرقت عينا حسين عليه السلام و لم يملك دمعه،ثم قال: (فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا) [1] اللهم اجعل لنا و لهم الجنة نزلا، و أجمع بيننا و بينهم في مستقر من رحمتك، و رغائب مذخور ثوابك) [2] .

ان هؤلاء لم يلتحقوا به بعد أن علموا أن الموقف في الكوفة كان لصالحه. بل ان الأمر كان علي العكس من ذلك تماما، و أنهم ربما سيقتلون معه. و ان ذلك بدا هو الأمر الوحيد المحتمل في ظل تلك الظروف.


پاورقي

[1] الأحزاب 23.

[2] الطبري 308/3.