بازگشت

الي موكب الشهادة:«يا ناقتي لا تذعري من زجري«


هذا رجل جاء يطلب الحسين عليه السلام لينصره هو و ابناه، و كان متلهفا علي رؤيته حتي أنه لم يصبر علي البقاء في رحل الحسين عليه السلام الذي سمع بمقدمه فذهب للقائه. و عاد ثانية الي رحله ليجد الحسين عليه السلام هناك ينتظره. و كان ذلك مدعاة لفرحه الغامر و لم يملك أن هتف مرددا قوله تعالي (بفضل الله و برحمته فبذلك


فليفرحوا). و لعله كان يشكر الله تعالي في كل لحظة أن اختصه بتلك الرحمة و ذلك الفضل و أعطاه من القوة ما جعله يتلهف علي اللقاء بالحسين عليه السلام والقتال معه والموت بين يديه.

كان من الملتحقين به (أربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة علي رواحلهم، يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل و معهم دليلهم الطرماح بن عدي علي فرسه و هو يقول:



يا ناقتي لا تذعري من زجري

و شمري قبل طلوع الفجر



بخير ركبان و خير سفر

حتي تحلي بكريم النجر



الماجد الحر رحيب الصدر

أتي به الله لخير أمر



ثمت أبقاه بقاء الدهر

فلما انتهوا الي الحسين، أنشدوه هذه الأبيات، فقال عليه السلام: أما والله اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا) [1] .

و قد حاول الحر أن يحبسهم أو يردهم بحجة أنهم ليسوا ممن أقبل معه الا أن الحسين عليه السلام منعه من ذلك و أصر علي بقائهم معه و قال للحر: (لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، انما هؤلاء أنصاري و أعواني. هم أصحابي، و هم بمنزلة من جاء معي، فان تممت علي ما كانت بيني و بينك و الا ناجزتك. فكف عنهم الحر) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق 308-307/3.

[2] نفس المصدر 308/3.