بازگشت

من أجدر بمهمة رسول الله من الحسين


و من أحق بفهم مهمة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم من حفيده و وصيه بل نفسه و من تربي في بيته و بتوجيهه. و من أجدر أن تسير وراءه الأمة و تتبعه و تتلقي عنه، من هذا الحفيد الذي كان الأمل الوحيد المتبقي لها والذي كانت ترصده و ترصد رد فعله و مواقفه تجاه دولة الظلم التي أصبح يزيد قائدا لها، و تنتظر كلمته للنهوض و الخلاص.

غير أن قوة و امكانات دولة الظلم الأموية كانت مكرسة و مهيأة للوقوف بوجه هذا النهوض المحتمل بل المؤكد وقمعه، فأعدت للأمر عدته مسبقا و اتخذت


الاجراءات اللازمة التي من شأنها أن تقضي علي الثائرين والمنتفضين بوجهها و وجوه أعوانها و مريديها.

و لئن اتخذت الأحداث المسار الذي اتخذته، و قتل الحسين و أصحابه، فان هذه الثورة قد حققت الغاية منها بالتأكيد، و قد نبهت الأمة بشكل واضح الي خطورة حالها، و أنها كانت علي وشك الانهيار والموت الي الأبد، كما سنوضح ذلك ان شاء الله، عند التحدث عن نتائج هذه الثورة الرائدة في تاريخ الأمة الاسلامية.

و اذ أعاد أولئك البدريون الأمة الي السلام، و جعلوها تفكر فيه بجد، و حفظوا هذه الأمة من الضياع والهزيمة والانحدار الأبدي، فانهم أدوا مهمة أولئك البدريين الأوائل. الذين خاضوا أول معركة فاصلة بقيادة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لوضع الاسلام موضع التطبيق العملي حاكما و قائدا للناس جميعا، علي امتداد العصور و في مختلف الأمكنة.