بازگشت

ابوسفيان: حارب الاسلام.. فآلت مكاسب المسلمين الي أولاده


لقد وضع المسلمون مكاسبهم و مقدراتهم و حياتهم لقمة سائغة في فم معاوية، و لم يعد أحد منهم يجرؤ علي مناقشة (أمور الدولة) المستأثرة بكل شي ء والمسيطرة علي كل شي ء. و عندما كان يصرح أنه خليفة الله، و أنه مخول بكل ما يراه مناسبا للحفاظ علي دولته، و أخذ كل ما يريد أخذه و ترك ما يري تركه بشكل كيفي مطلق لايتقيد بقانون أو قيمة اسلامية عليا - كما ذكرنا ذلك من قبل - فانه كان بذلك يجس نبض الأمة، و يتأكد من سكوتها الي الأبد و وقوعها جثة هامدة بين يديه. و قد تأكد من ذلك فعلا، و من ثم أقدم علي فعلته المدمرة القاتلة باستخلاف يزيد، و هو آخر شخص تفكر فيه الأمة خليفة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

انه ليس أمرا مبالغا نقول أن الاسلام كان علي وشك الانهيار، و ان بعض الشكليات المتبقية منه التي رأي معاوية الحفاظ عليها، لم تكن تتيح للمسلمين انقاذ أنفسهم من الخطر الأموي المحدق. الخطر الذي كان يسير باتجاه تعزيز سلطة دولة ملحدة بالفعل، متظاهرة بالاسلام كغطاء شرعي تبرر به وجودها و حكمها. و لعل تظاهرها بالاسلام هو مصدر الخطر الرئيسي علي الأمة.