بازگشت

نكسات و حروب من الداخل


و لقد مر هذا الدين بنكسات عديدة، و قد أوشكت المكاسب التي حصل عليها المسلمون في ظله و بفضل تضحيات الرجال الأوائل منهم، أن تسلب و يسطي عليها بوضح النهار بفعل بعض القوي الطارئة الدخيلة التي التحقت بالاسلام ظاهريا و تجنست به بشكل رسمي معلن، الا أنها أضمرت البقاء علي مواقفها و تصوراتها و قيمها الأولي.

و لا شك أن آل أبي سفيان و أغلب الأمويين كانوا في مقدمة تلك القوي التي التحقت بركب الاسلام الذي أوشك أن يفوتها عندما لم تجد مناصا من ذلك و قد أحنت رؤوسها أمام عاصفته القوية. استثمرته و وظفته لصالحها وسطت عليه بشكل تام بعد أن استثمرت و استغلت الانحرافات والأخطاء الأولي و عمقتها و أضافت اليها انحرافات و أخطاء أخري، حتي استدرجوا المسلمين الي حافة الانحراف دون أن يشعروا و دون أن يدركوا أنهم قد أصبحوا عبيدا للدولة الأموية لا لله و أنهم قد استسلموا استسلاما أبديا و أنهم قد خضعوا خضوعا تاما لمعاوية مهندس الانحراف الكبير و واضع برامجه الدائمية.