بازگشت

يزيد بن سفيان التميمي


كانت نفسه بيده ففرط فيها شجاعة الحمقي

و تتعدد المشاهد، و يبرز منها مشهد آخر جدير بالملاحظة أيضا، فعندما التحق
الحر بأصحاب الحسين عليه السلام، تشدق أحد أعوان ابن سعد، و هو من تميم يقال له يزيد بن سفيان ببطولة مزعومة سوف يبديها ليقتل الحر اذا ما رآه، و أبدي أسفه لأنه لم يستطع ذلك في اللحظة التي التحق فيها الحر بالحسين عليه السلام.

و في غمرة القتال، و الحر يحمل علي أصحاب ابن سعد، قال الحصين بن تميم ليزيد بن سفيان:(هذا الحر بن يزيد الذي كنت تتمني.

قال: نعم فخرج اليه، فقال له: هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة؟

قال: نعم، قد شئت. فبرز له) [1] مع أن أحدا لم يكلفه بذلك، و مع أنه قد يفقد حياته في تلك المبارزة و ربما كان الحر قد أراده قتيلا، كما نري من سياق القصة.

لقد كان أحمقا، لم يستطع أن يتلافي ما صرح به أمام زملائه و لم يستطع أن يتنازل أمامهم ليتعرض لسخريتهم.

غير أن الحصين بن تميم أراد بدوره أن يستعرض بطولته المزعومة بعد أن رأي هزيمة صاحبه، و أراد أن يريهم أنه هو من سيقتل الحر، فما كان أحد غيره يستطيع ذلك، و قد قال لأصحابه: (و الله لأبرز له.

فكأنما كانت نفسه في يده. فما لبثه الحر حين خرج اليه أن قتله) [2] .

و قد خرج من هذه الدنيا و لم يشيد لنفسه مجدا أو يقين لها مأثرة، و قد جني علي نفسه و كسب لها شرا، و أضاف نفسه لأولئك الذين شاء سوء حظهم أن يقعوا بذلك المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه دون أن يطالبهم أحد بذلك.


پاورقي

[1] المصدر السابق 324 / 3 و راجع المصادر التي ذکرناها عند الحديث عن سيرة الحر.

[2] المصدر السابق.