بازگشت

ذليل يرضي ذليلا


كان يحسب أنه يرضي بذلك شمرا و تحسن منزلته عنده، مع أن شمر نفسه كان يطمح (بمبادراته الخاصة) الي ارضاء أسياده و الي أن يكون ذا خطوة خطوة لديهم. كان شمر يقود الحملة الأخيرة ضد الحسين عليه السلام و يحرض أعوانه علي انزال المزيد من الضربات الغادرة به، (فأخذ الحسين يشد عليهم فينكشفون عنه، ثم انهم أحاطوا به احاطة.

و أقبل الي الحسين غلام من أهله، فأخذته أخته زينب ابنة علي لتحبسه فقال لها الحسين: أحبسيه، فأبي الغلام، و جاء يشد الي الحسين، فقام الي جنبه، و قد أهوي بحر بن كعب بن عبيدالله الي الحسين بالسيف، فقال الغلام: يابن الخبيثة، أتقتل عمي! فضربه بالسيف، فأتقاه الغلام بيده فأطنها الا الجلدة، فاذا يده معلقة. فنادي الغلام: يا أماه، فأخذه الحسين فضمه الي صدره، و قال: يابن أخي، اصبر علي ما نزل بك، و احسب في ذلك الخير، فان الله يحلقك بابائك الصالحين؛ برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و علي و حمزة و جعفر و الحسن بن علي، صلي الله عليهم أجمعين) [1] .

و بحر بن كعب هذا هو نفسه الذي سلب سراويل الحسين عليه السلام و قد كان عليه السلام قد فرزها و نكثها لكيلا يسلبها، و قد تركه مجردا.

و لم تحقق بحر امنياته، و لم ينل الجاه و الثروة، و قد أصيب بكارثة رهيبة قبل أن يهلك، فقد حدث محمد بن عبدالرحمن (أن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان بالماء، و في الصيف تيبسان كأنهما عود) [2] .


پاورقي

[1] الطبري 333 / 3 و راجع المصادر السابقة الأخري.

[2] المصدر السابق.