بازگشت

حرملة بن كاهل الأسدي، بطولة قتل الأطفال الرضع


و ربما حسب حرمة بن كاهل الأسدي، و هو الذي رمي عبدالله بن الحسين الطفل الرضيع بسهم فذبحه و هو في حجر أبيه عليه السلام، أن ينال ما حسب أن أصحابه سينالونه من خطوة خطوة و مكاة لدي أسيادهم.

و اذ أن حمام الدم كان يثير في نفوس القتلة أقصي غايات الاستمتاع و البهجة، فان هاني ء بن ثبيت الحضرمي كان في غاية النشوة من ذلك، و كان سعيدا أن تتاح له فرصة المشاركة فيه و لو علي حساب طفل مذعور لا يزال يلبس الأقراط في أذنيه لأنه صغير جدا.

و يروي لنا هاني ء نفسه القصة لنا، و ان أصبح يكني عن نفسه بعد أن عتب عليه، و لا يعترف صراحة انه مرتكب الجريمة و ان أكد لنا غيره أنه هو مرتكبها، يقول هاني ء:

(كنت ممن شهد قتل الحسين، فو الله اني لواقف عاشر عشرة، ليس منا رجل الا علي فرس، و قد جالت الخيل و تصعصعت، اذ خرج غلام من آل الحسين، و هو ممسك بعود من تلك الأبنية، عليه ازار و قميص، و هو مذعور،يتلفت يمينا و شمالا، فكأني أنظر الي درتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت، اذ أقبل رجل يركض، حتي اذا دنا منه، مال عن فرسه، ثم اقتصد الغلام فقطعه بالسيف) [1] .

و كان بحر بن كعب التيمي أشد سرورا من هاني ء بن ثبيت لاحضرمي بالمجزرة المروعة التي كانوا يقومون بها، فقد قتل بدوره طفلا صغيرا، عندما أقبل هذا الطفل يشتد الي عمه الحسين عليه السلام عندما أحاطوا به بعد اصابته بالعديد من الجروح القاتلة.



پاورقي

[1] الطبري 332 / 3 و راجع المصادر السابقة.