بازگشت

عمرو بن سعد بن نفيل، اصرار علي الجريمة..


و هلاك عاجل في ساحة المعركة

أما عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي، فقد تطوع لقتل القاسم بن الحسن بن أميرالمؤمنين عليه السلام و لنستمع لاي حميد بن مسلم الذي روي لنا قصة ذلك، قال: (خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يد السيف، عليه قميص و ازار، و نعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنسي أنها اليسري، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: و الله لأشدن عليه.

فقلت له: سبحان الله، و ما تريد الي ذلك يكفيك قتل هؤلاء الذين قد احتولوهم.. فقال: و الله لأشدن عليه.

فشد عليه، فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، فقال: يا عماه. فجلي الحسين كما يجلي الصقر، ثم شد شدة ليث غضب، فضرب عمرا بالسيف، فاتقاه بالساعد، فأطنها من لدن المرفق، فصاح، ثم تنحي عنه..

و حملت خيل لأهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من حسين، فاستقبلت عمرا بصدورها فحركت حوافرها و جالت الخيل بفرسانها عليه، فوطئته حتي مات) [1] .

لقي عمرو مصيرا عاجلا، و لا يدري أحد كيف يكون مصيره بعد ذلك؛ و لم يكن يحسب الا أنه كان يقوم بعمل خارق من أعمال الفروسية يبهر به الآخرين، و يشد انتباهم اليه و أنه سيشكر عليه من قبل سادته لينال بذلك ثناءهم و قربهم.

و لم يحسب أنه سيلقي ذلك الجزاء العاجل و يموت تلك الميتة السريعة، ليكون خصمه يوم القيامة، جد هذا الفتي، محمد صلي الله عليه وآله وسلم.


لقد أراد بابتعاده عن الله التقرب من عبيدالله، فلم يتح الله له ذلك و أماته موتا عاجلا مات و صوت الحسين عليه السلام يتردد فوق رأس ابن أخيه.

(بعدا لقوم قتلوك، و من خصمهم يوم القيامة فيك جدك عز و الله علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا ينفعك. صوت و الله كثر واتره، و قل ناصره) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] المصادر السابق.