بازگشت

لا خلاف عقائدي


و لعل دافع الخلاف العقائدي سيكون موجودا هنا، لو كان الجيش الذي تصدي لجريمة قتل الحسين و أصحابه عليهم السلام جيشا شاميا بحتا، أو أن قادته شاميون، تربوا و ترعوا في ظل معاوية و أحضانه و تبنوا توجيهاته و أطروحاته و سياساته، غير أن الجيش هنا جيش عراقي كوفي، وقادته عراقيون، و قد سبق لأفراد عديدين منه، و منهم قواد في هذا الجيش مثل شبث بن ربعي، أن قاتلوا تحت لواء أميرالمؤمنين عليه السلام معاوية، رمز الدولة الأموية في صفين و غيرها، و كانوا هم أنفسهم قد أرسلوا يستدعون الحسين عليه السلام لانقاذهم من سلطة يزيد الأموية.

ان الدوافع المذكورة و غيرها قد تكون موضوعا لدراسات حول المجتمع العراقي في تلك الفترة، و كيف وصل الحال بأفراده ليكونوا علي ذلك المستوي من الانحدار الذي انقلبوا فيه من نصرة أميرالمؤمنين عليه السلام و دعم خطه العقائدي بوجه الانحرافات و منها الانحراف الأموي، الي الوقوع بأحضان الدولة الأموية بشكل كلي، ثم التخلي عنها بعد ذلك، و الرجوع الي أحضانها عدة مرات ثم التخلي عنها و نبذها، و اعلان العداوة عليها نهائيا بعد انتهاء حكمها و محاولة نسيانها الي الأبد.