بازگشت

فراغ نفسي و خواء عقائدي..


و جهل بالاسلام و ربما كان الدافع الي ذلك، ما تميز به أولئك المندفعون العابثون من فراغ نفسي و خواء عقائدي و جهل بالاسلام، جعلهم يعتقدون أن مصلحتهم تكمن خلف وقوفهم الي جانب الدولة الأموية القوية الغنية المتسلطة فعلا، و ربما كان ذلك لدي بعضهم بفعل شعورهم بضرورة تغيير صورة الكوفة التي كانت متحيزة تماما الي صف أميرالمؤمنين و آله عليهم السلام منذ البداية، و جعلها تبدو الآ و قد ثابت الي رشدها و عادت الي من ينغبي أن تكون في أحصانهم و الي جانبهم و هم بلا شك - هنا - ممسكو السلطة الأمويون؛ و ان ما حصل من الكوفة و أهلها في السابق عندما مالت الي صف أميرالمومنين عليه السلام، لم يكن سوي خطأ عابر سيحاولون هم اصلاحه الآن و اعادة المياه الي مجاريها، لتخضع الكوفة بشكل نهائي للزعامة الأموية، و تعلن عن ولائها لها لاستدرار عطفها عليها.

و ربما كان الدافع، ما أراده البعض من امتيازات خاصة، مثل مبلغ من المال أو وظيفة تجود بها الدولة أو ممثلها في الكوفة عليهم.

و ربما كان الدافع هو الشعور المؤقت بالقوة و هم يجدون أنفسهم برفقة عشرات


الآلاف من المقاتلين المدججين بالسلاح بمواجهة النفر القليل من انصار الحسين و أصحابه عليهم السلام.

علي أن الشي ء المؤكد هو أن الدافع الي ذلك لم يكن دافعا عقائديا، نابعا عن خلاف عميق في الرأي و العقيدة المتبناة عن دراية و فهم أوصل الي أن يشهروا سيوفهم علي الحسين عليه السلام... لتصل بهم الرغبة نتيجة ذلك الي المحافظة علي الدولة الأموية (التي تتبني الاسلام فعلا) و الدفاع عنها بوجه الخطر المحقق (عليها و علي الاسلام)، المتمثل بثورة الحسين عليه السلام التي قد تجردهم من مكتسباتهم التي حققوا في ظل الدولة الأموية (المسلمة)، هذا اذا كانوا قد حصلوا علي تلك المكتسبات فعلا، و كانت تلك الدولة دولة اسلامية.