بازگشت

الخوف و التخاذل


نتيجة طبيعية للظلم و غياب القانون

كان الخوف و الاستسلام و التخاذل نتيجة حتمية للظلم و القسوة المفرطة و فقدان العدالة و القانون الشرعي الذي جاء به الاسلام، و أعلن أن الناس جميعهم، حاكمهم و محكومهم في ظله سواسية.

و لو أن قوم هاني ء كانوا يعيشون في ظل أوضاع سليمة و يعلمون أن قانون العدالة الاسلامية هو السائر، لأصروا علي انقاذ زعيمهم من براثن الحاكم الجائر و استصحابه معهم لا الاكتفاء بمجرد الهرج و الصياح و الوعود غير المؤكدة بأنه لا يزال حيا مع أنهم علموا أنه ضرب ضربا مبرحا.

لقد كانوا مهزومين منذ البداية، و لعلم لاذوا خلف ظهر زعيمهم الآخر الذي ربما جاء معهم بدافع ضغط آني أو انفجار عاطفي موقت ربما ساهمت به النساء فدفعن رجالهن للذهاب الي مقر ابن زياد؛ و قد دلت كلمات هذا الزعيم الآخر - عمرو بن الحجاج - انه كان يعتبر نفسه محايدا و أنه انما جاء نزولا عند رغبة قومه، و أعلن منذ البداية أنهم لم يخلعوا طاعة و لم يفارقوا جماعة، و أنهم لا يزالون يوالون الدولة الظالمة و أنهم رهن اشارتها، و عندما يسحب نفسه بهذا الشكل الذليل و كأن المسألة


برمتها لا تعنيه فان هزيمته هذه كانت سببا رئيسا لهزيمة قومه الذين كان يقودهم في تلك التظاهرة الاحتجاجية المانعة.