بازگشت

تصعيد الخوف


كان ابن زياد، و هو أحد رجال الدولد المعتمدين و ممن له مصلحة كبيرة ببقائها و ديمومتها، و ممن أتيحت له فرصة التصرف المطلق و وضعت بين يديه كل امكانات هذه الدولة لانجاز المهمة الدقيقة التي أرسل اليها في الكوفة يعلم السر الكفيل بالتغلب علي أهل الكوفة و تطويعهم و ترويضهم بل و جعلهم ينقلبون خدما و عبيدا و حراسا لها، فلم تكن خطة معاوية معها من قبل بالخطة العفوية الآنية التي استدعها ظروف طارئة، و انما كانت خطة مدروسة تستهدف اخضاعها الي الابد، و قد فكر حتي بمن يوليه عليها بعد وفاته و هو عبيدالله بن زياد الذي رآه مؤهلا لمهمة قمع جديدة تشابه تلك التي قام بها والده من قبل.


ان مجرد رمي الكوفة بحاكم مثل عبيدالله كفيل بتصعيد مخاوف الكوفيين و جعلهم يستحضرون تلك الأيام التي عانوا فيها اللأمرين عندما رموا بزياد أبيه، و قد كان تعيينه كفيلا منذ البداية بتفتيتهم و تفرقتهم و عدم ثباتهم علي الأمر الذي ازمعوا عليه و هو نصرة الحسين عليه السلام و السير خلفه للاطاحة بالدولة الأموية الظالمة.

و قد أدرك ابن زياد أنه يستطيع العمل بكل سهولة مع هؤلاء و أنهم سيكونون كالكرة بين يديه، و أنه سينجح بتحويلهم - أو بالأحري - اعادتهم الي صف الدولة التي خرجوا عليها، و أعلنوا رفضهم لها، و قد كان رفضهم غير حاسم، و لم يكن موقفهم غير ملي ء بالثغرات و نقاط الضعف التي استغلها و تسلل منها اليهم و جعل منها ممرات يمكن الوصول الي غاياته عن طريقها.