بازگشت

اي قوم ابن مرجانة


ويحك انما هو الحسين (حب و كره.. في القلب فقط)

كانت قلوب أهل الكوفة مع الحسين عليه السلام، و كانوا يتوقعون حضوره بين لحظة و أخري، و كانوا يسلمون علي ابن زياد - كما أشرنا - ظانين أنه الحسين عليه السلام و قد تجمعوا حوله محتفين به (فقال مسلم بن عمرو لما أكثروا:

تأخروا هذا الأمير عبيدالله بن زياد، فأخذ حين أقبل علي الظهر، و انما معه بضعة عشر رجلا، فلما دخل القصر، و علم الناس أنه عبيدالله بن زياد، دخلهم من ذلك و حزن و كآبة شديد..) [1] ، و لو أن أهل الكوفة كانوا جادين حقا لما دخلهم تلك الحزن و تلك الكآبة و معه ذلك العدد القليل من الرجال و لكانوا قد امسكوا به منذ البداية و سجنوه أو سلموه لمسلم أو قتلوه.

و لما سمحوا له منذ أول ليلة بالقاء خطبة مهددة في جامع الكوفة. غير أنهم كانوا مهزومين و كانوا مترددين في اتخاذ الموقف الواضح منذ البداية، و كانوا متواكلين يطمع كل واحد منهم من الآخرين أن يقاتلوا و يقتلوا نيابة. عنه.

و لنا أن نتصور المشهد الذي عرضه لناالطبري حول وصول ابن زياد الكوفة و دخوله القصر، (انحدر راجلا وحده فجعل يمر بالمحارس، فكلما نظروا اليه لم يشكوا أنه الحسين فيقولون: مرحبا بك يابن رسول الله قدمت خير مقدم و خرج اليه الناس من دورهم و بيوتهم) [2] في مظاهرة ترحيبية حافلة و كان قد اخرج ثيابا مقطعة من مقطعات اليمن، ثم اعتجر بمعجرة يمانية، فركب بغلته، و جعل لا يكلمهم) [3] في محاولة منه للتسر و اخفاء حقيقته عن الناس لما كان يتوقعه من رد فعل غاضب منهم ربما يودي بحياته. و (رأي من تباشيرهم بالحسين عليه السلام ما ساءه، وغاظ عبيدالله ما سمع منهم و قال: الا أري هؤلاء كما أري) [4] .

و عندما اكتشف أحدهم أنه كان ابن زياد و صاح محذرا: (... أي قوم ابن


مرجانة، و الذي لا اله غيره) [5] كذبوه و قالوا: (ويحك انما هو الحسين) [6] (فلما دخل القصر و علم الناس أنه عبيدالله بن زياد دخلهم من ذلك كآبة و حزن شديد) [7] .

و عندما دخل (ضربوا الباب في وجوه الناس، فانفضوا و أصبح فجلس علي المنبر) [8] بعد أن دبر بالليل خطة يفرق فيما جموعهم، و قد تركوه يدبر لهم ما يدبر، و لم يملكوا سوي ابداء الحزن و لعلهم لم يجدوا الجرأة للتصدي له و هو وحيد بين جموعهم الكثيرة.


پاورقي

[1] المصدر السابق 282 - 381 / 3 و راجع بقية المصادر الأخري.

[2] المصدر السابق.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق.

[5] المصدر السابق.

[6] المصدر السابق.

[7] المصدر السابق.

[8] المصدر السابق.