بازگشت

وعود دون ضمانات


و لو أن أهل الكوفة بأجمعهم قالوا ما قال محمد بن بشر، و أحجموا منذ البداية عن اعلان ولائهم و بيعتهم للحسين عليه السلام و رغبتهم في السير وراءه، لربما كان الموقف قد تغير، و لربما كانت مسؤولية الحسين عليه السلام الشرعية تجاه الأمة قد جعلته لا يقصد الكوفة بالذات و يتخذ موقفا آخر غير أنه أمام ذلك الزخم الجماهيري و قد أرسل اليه مائة ألف من أهل الكوفة يستدعونه لقيادتهم علي وجه السرعة، لم يستطع الا الذهاب، و الا بماذا كان سيحتج لو قعد و لم يذهب لنصرة الأمة التي أبدي قطاع واسع من أبنائها و في اقليم كبير و مهم استعداده للقتال تحت لوائه؟... لقد أبدي الناصر استعداده للقتال و التضحية. مع أنه عرف أنه ناصر غير ثابت و غير مستعد لاكمال الشوط.

و لو قعد عن مقاتلة يزيد و بقي في مكة أو المدينة هذا علي فرض بقائه حيا دون أن يقتل أو يجبر علي مبايعة يزيد، لكان قد تحمل المسؤولية التاريخية لاستسلام المسلمين كلهم يزيد، و لأصبح بطل هذا الاستسلام الي يومنا هذا، و سنحتج نحن عندما يريدنا الفراعنة و الطواغيت أمثال يزيد أن نضع أيدينا بأيديهم بأن الحسين عليه السلام قد فعل ذلك من قبل مع أنه أمام الأمة و صاحب المسؤولية الأولي فيها و هل نملك الا أن نفعل ما فعله؟