بازگشت

الحسين لن يتخلي عن الأمة...


و ان تخلت عنه كان الامام الحسين عليه السلام علي علم بهذه الحقائق كلها بخصوص أهل العراق عندما قدم عليهم، فهو لم يرد أن يتخلي عنهم و لا عن غيرهم حتي و ان تخلوا هم عنه و قلبوا له ظهر المجن و تراجعوا عنه بعد ذلك أن أكدوا ولاءهم و استعدادهم للسير خلفه لتغيير الأوضاع و منعها من الاستمرار علي النمط الذي كانت تسير عليه.

و قد أطلعنا علي أجوبته لمن أراد منعه من الذهاب في هذه المهمة الصعبة الشائكة، و اصراره علي المضي فيها الي النهاية و ان كانت هذه النهاية تعني موته و موت آله و أصابه و تشريد عياله و أطفاله. لقد كان الحزم الذي يغلف تلك الأجوبة و الخطب و الكلمات التي ألقاها في أصحابه و في جيش عدوه تفصح عن معرفة تامة بحقيقة الموقف و عزم علي انجاز المهمة التي كان فيها موته المحقق كما بداله هو.. غير أن ذلك كان الخيار الوحيد أمامه كما سبق أن بينا.