بازگشت

التقلب أحد النتائج الطبيعية


للسياسات المستبدة

و قد حير تصرفهم ذاك بال الكثيرين، و رأوا أن هؤلاء العراقيين من أهل الكوفة قد اختصوا به وحدهم، مع أنه نتيجة طبيعية للظلم و الارهاب و الكبت و التفرقة، و هو أمر يمكن أن يحدث في كل المجتمعات التي تتعرض لما تعرض له مجتمع العراق.... و قد حدث فعلا في مجتمعات عديدة.

و بكلمة، يمكن القول ان تصرف أهل الكوفة و تقبلهم كان نتيجة طبيعية للسياسات المستبدة التي انتهجتها الحكومات الطاغوتية التي تعاقبت عليهم.

ان أميرالمؤمنين عليه السلام، و من بعده الامام الحسن و الامام الحسين عليه السلام، كانوا يدركون أن وضع أهل العراق و غيرهم من المسلمين لابد أن يستقر في النهاية لصالح الاسلام عندما يعلمون حقا من هو الذي كان يعبر حقا عن مصالحهم الحقيقية و تطلعاتهم المشروعة و من الذي كان يسعي لتثبيت حكمه و سلطانه و مصالحه علي حساب الناس و مصالحهم و سلطان الاسلام و حكمه.

و قد لا يكون ذلك اليوم الذي تتوضح فيه الأمور قريبا و لكنه سيأتي علي كل


حال و ستعقب النومة الطويلة صحوة طويلة دائمة يعود فيها الاسلام لقيادة الحياة قيادة فعلية حقيقية بعيدا عن الظلم و الانحراف و الجور.